بدأت التقارير تلقي مزيداً من الضوء على ملابسات اعتقال الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة" خالد الشيخ محمد المتهم بأنه "العقل المدبر" لهجمات 11 أيلول سبتمبر، ما يتيح استنتاج أن عوامل عدة اسهمت في تطويقه، ربما كان أهمها اعتقال الاستخبارات المركزية الأميركية طفليه، وتنصتها على هواتف نقالة كان يستخدمها، إضافة إلى استخدامه الطائرة للانتقال من كويته إلى إسلام آباد ومنها إلى روالبندي حيث اعتقل قبل نحو عشرة أيام. نقلت صحيفة "صنداي تلغراف" اللندنية عن مصدر في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أيه أن الوكالة تحتجز طفلي خالد الشيخ محمد، وتستخدم ذلك في إرغامه على الإدلاء باعترافات. وكانت الاستخبارات الأميركية اعتقلت الطفلين يوسف الخالد 9 أعوام وعبد الخالد 7 أعوام، لدى اقتحام شقة في كراتشي في أيلول الماضي، كانا يقيمان فيها مع والدهما واليمني رمزي بن الشيبة الذي اعتقل في ذلك الوقت. ونجح خالد الشيخ في الإفلات من عملية الدهم، فيما وجد ولداه مختبئين في خزانة للملابس. وأضافت الصحيفة أن السلطات الباكستانية سلمت الطفلين إلى "سي اي أيه" التي اصطحبتهما إلى الولاياتالمتحدة حيث تقوم باستجوابهما للحصول على معلومات عن والدهما. وقال أحد المحققين: "نراعي سنّهما لكننا في حاجة لأن نعرف عن خالد قدر المستطاع. لدينا أخصائيون في علم النفس لدى الأطفال ونقدم لهما الرعاية المناسبة". وفي الوقت نفسه، يخضع خالد الشيخ للتحقيق في زنزانة مظلمة ومهيبة في قاعدة بغرام الجوية شمال كابول. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في "سي آي أيه" قوله إن خالد الشيخ "قال القليل حتى الآن ويقضي وقته جالساً في حال جمود تام ويتلو بعض آيات القرآن. قد يزعم أنه مسلم تقي، لكننا نعلم أنه معجب بأسلوب الحياة في الغرب". وأضاف: "إن ولديه مهمان له وأن الوعد بإعادتهما إلى باكستان سيؤمن لنا التأثير النفسي عليه لدفعه على الكلام". مراقبة هواتفه إلى ذلك، ذكرت مجلة "يو أس نيوز أند وورد ريبورت" أن اعتقال خالد الشيخ، جاء خصوصاً نتيجة التنصت الذي كان يمارس على أكثر من عشرة هواتف نقالة كان يستخدمها. وجاء في العدد الأخير للمجلة نقلاً عن مسؤول أميركي كبير أن نظام المراقبة "آشلون" الذي وضعته وكالة الأمن القومي الأميركية المكلفة عمليات التنصت في العالم، أدى إلى اقتفاء أثر خالد الشيخ، في غضون بضعة أشهر. وأوضح أن "نظام آشلون يربط الأرقام الهاتفية بالأصوات ويمكنه تحديد مكان هذه الهواتف بفضل شبكات هاتفية متحركة أو عبر الأقمار الاصطناعية". وأكدت المجلة من جهة أخرى، نقلاً عن مصادر في أجهزة الاستخبارات الأميركية والباكستانية أن المزيد من عناصر "القاعدة" لجأوا إلى إيران، وقدرت عددهم بما يفوق المئة. الرحلة إلى كويته ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن محققين باكستانيين قولهم إن خالد الشيخ استقل عشية اعتقاله، طائرة في رحلة داخلية من كويته إلى إسلام آباد. وأضافت الصحيفة أن خالد فضل السفر في الطائرة على رحلة شاقة في السيارة على رغم خطورة الموقف. وقالت الصحيفة إن خالد الشيخ كان واثقاً من تنكره، يساعده في ذلك الاختلاف بين شكله الحالي والصورة التي وزعها مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي له. وأشارت الصحيفة إلى أن خالد الشيخ كان تحت المراقبة على مدار الساعة وأن أربعة عملاء من الاستخبارات الباكستانية كانوا على متن الطائرة التي استقلها. "القاعدة" استخدمت بطاقات هاتفية سويسرية أعلنت مسؤولة في وزارة العدل في جنيف أمس، أن السلطات السويسرية حصلت على أدلة تفيد أن كوادر تنظيم "القاعدة" استخدموا بطاقات الهاتف الجوال السويسرية لإجراء اتصالات بين أعضاء التنظيم. ويعتقد محققون سويسريون بأن أعضاء "القاعدة" الذين لعبوا دوراً في هجمات 11 أيلول 2001، استخدموا بطاقات الهاتف الجوال السويسرية لإجراء اتصالات في أفغانستانوباكستان. وقالت نائب المدعي الفيديرالي كلود نيكاتي: "اكتشفنا خلال تحقيقاتنا إن كوادر التنظيم ومنفذي هجمات 11 أيلول، استعملوا بطاقات الهاتف السويسرية". وتباع بطاقات الهاتف في سويسرا إلى الزبائن من دون إظهار هوياتهم، ما يجعل مستخدميها مجهولين.