أعلن البيت الابيض أن مسؤولاً سابقاً عن السلامة في ادارة الطيران والفضاء الاميركية ناسا، كتب رسالة العام الماضي إلى الرئيس جورج بوش، محذراً من "كارثة مكوك فضاء اخرى"، لكن بوش لم يرَ الرسالة وقوبل تحذير كاتبها بالتجاهل. وقال آري فلايشر الناطق باسم البيت الابيض ان بوش لم يرَ الرسالة التي ارسلها في 25 آب اغسطس الماضي دون نيلسون مهندس السلامة السابق في "ناسا" وعبر فيها عن مخاوفه في سلامة اسطول مكوك الفضاء. وجاء في الرسالة: "مطلوب تدخلكم للحيلولة دون حدوث كارثة مكوك فضاء اخرى". وأشار نيلسون إلى وقائع محددة تتعلق بالسلامة من بينها عملية تفتيش أجريت على كولومبيا عام 2000، أسفرت عن العثور على نحو 3500 عيب في توصيلات الاسلاك واتهامات كتلك التي وردت في تقرير للمفتش العام في تموز يوليو من العام الماضي، بأن برنامج سلامة اسطول مكوك الفضاء لا تتم ادارته بشكل سليم. وقال نيلسون في رسالته: "حياة روادنا ومستقبل برنامجنا الفضائي لا ينبغي تجاهلهما". وحض بوش على تخفيض عدد افراد طاقم المكوك إلى اربعة، وان يتم توفير جزء يهرب اليه رواد الفضاء وينفصل عن المكوك في حال الطوارئ. ورد جون ماربيرغر المستشار العلمي في البيت الابيض على نيلسون في 4 كانون الاول ديسمبر الماضي، قائلاً ان مكتبه ناقش مخاوفه مع مسؤولي "ناسا". وأضاف: "تولي ناسا اولوية كبيرة للسلامة ووضعت برنامجاً لتطوير مستويات السلامة للحد من المخاطر التي تواجه اطقم اسطول مكوك الفضاء". وختم قائلاً: "لا اعتقد انه من المناسب للرئيس ان يصدر امراً بتعليق رحلات مكوك الفضاء". وتلقى بوش اول من امس، تقريراً من مدير "ناسا" شون او كيفي في شأن سير عملية التحقيق في كارثة تحطم كولومبيا، وأكد الاثنان تصميمها على العودة للفضاء. وقال بوش: "بينما يعتصرنا الحزن على رحيل الرواد فان القضية التي ماتوا من اجلها ستستمر. وستتواصل رحلات أميركا في الفضاء". وقال مسؤول في وكالة الفضاء الاميركية ان محققي ال"ناسا" لا يزالون يحاولون تحديد "الحلقة المفقودة" التي قد تسمح بمعرفة سبب انفجار المكوك. وجمعت "ناسا" عناصر عدة مثيرة للريبة لكنها عاجزة على الربط بينها للوصول الى تفسير للكارثة. وأوضح مدير برنامج المهمات المكوكية في الوكالة رون ديتمور خلال مؤتمر صحافي في مركز جونسون الفضائي في هيوستن تكساس اول من امس: "اننا امام لغز ومعلومات متناقضة". لكنه أضاف: "احرزنا تقدماً مهماً. لكن علينا العثور على اجزاء من الحطام قد تساعدنا على معرفة سبب المشكلة"، متحدثاً خصوصاً عن الواح سقطت على الارض قبل انفجار المكوك. وأضاف: "هذا هو العنصر المفقود الذي نسعى الى معرفته".