حمّل المسؤول الدولي الأعلى في البوسنة بادي اشداون، قوات حلف شمال الأطلسي سفور مسؤولية عدم اعتقال الزعيم الصربي السابق رادوفان كاراجيتش حتى الآن. وأفاد أول تصريح صحافي له يمثل إدانة لعمل الحلف الأطلسي، أن جنود سفور "ينتظرون أن يأتيهم كاراجيتش طوعاً رافعاً يديه لكي يقبضوا عليه". وأضاف: "ليس خافياً أن كاراجيتش يتحرك في البوسنة على مرأى من الناس، على مدى سبع سنوات منذ توقيع اتفاق دايتون ووقف القتال من دون ان يستطيع جنود الحلف الإمساك به". وجاء تصريح اشداون في أعقاب محادثات أجراها مع كبار مسؤولي قوات سفور في البوسنة، لم يكشف النقاب عما دار فيها، لكن المراقبين في ساراييفو وصفوها اعتماداً على مصادر، بأنها "زادت من شدة الخلافات القائمة بين الإدارتين المدنية والعسكرية في البوسنة". الى ذلك، أشادت الناطقة باسم الادعاء العام لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي فلورانس ارتمان، بتصريح اشداون، واعتبرته "توضيحاً جريئاً لسبب عدم اعتقال كاراجيتش، وتأكيداً على وجوب سلوك الطريق الجدية مع المتهمين بجرائم حرب". واعتبر المراقبون، ان تصريح اشداون المرشح لمنصبه في البوسنة من قبل الإتحاد الأوروبي دليل على تصاعد الخلافات الأوروبية والأميركية في شأن المسؤولية الأمنية في البلقان، ذلك ان اوروبا تريد تشكيل قوة عسكرية خاصة بها تتولى ترتيب الأوضاع البلقانية باعتبار ان المنطقة جزء من أوروبا، في حين ان واشنطن تصر على استمرار نفوذها السياسي والأمني في المنطقة وان يكون قائد قوات الحلف سفور في البوسنة جنرالاً أميركياً دائماً، اضافة الى انتشار معلومات منذ فترة بأن واشنطن تحمي كاراجيتش من الاعتقال لاتفاق "شرف" بين الطرفين يعود الى ما قبل سبع سنوات.