أخفقت قوة ارساء الاستقرار في البوسنة التابعة لحلف شمال الاطلسي سفور أمس في اعتقال زعيم صرب البوسنة رادوفان كاراجيتش المطلوب لاتهامه بارتكاب جرائم حرب، بعد عملية شنتها لاعتقاله في منطقة فوكا على بعد 50 كلم جنوب شرقي ساراييفو. واوضحت "سفور" في بيان انها قامت بعملية لاعتقال كاراجيتش قرب مدينة تشيليبتشي في جمهورية صرب البوسنة، ولكن "لم يعثر عليه في هذا المكان". وأضافت انها عثرت على ثلاثة مخابئ للاسلحة في مجمع من المباني القريبة من هذه المدينة. ونفى البيان ما ذكرته اذاعة "99" المستقلة المحلية في ساراييفو عن اعتقال كاراجيتش، واعتبرت ان "العملية كشفت عن اصرار الحلف على تعقبه". وكانت قوات "سفور" فرضت حصاراً شاملاً على المنطقة التي كان يعتقد وجود كاراجيتش فيها، وذكر مسؤول في القوات الدولية ان مروحيات ومدرعات للحلف الاطلسي شاركت في العملية الاوسع من نوعها لاعتقال احد أبرز المطلوبين من محكمة لاهاي. وأكد تلفزيون عاصمة صرب البوسنة، مدينة بانيالوكا، اثناء نقله وقائع محاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش في لاهاي امس، العملية الاطلسية، مشيراً الى ان الكهرباء والمياه وخطوط الهاتف قُطعت في المنطقة المحيطة بمدينة فوتشا وفُرض منع التجوال فيها وأغلقت مدارسها، وسمع دوي انفجارات في مناطق عدة فيها. ومعلوم ان مدينة فوتشا كانت قبل الحرب البوسنة ذات غالبية من السكان المسلمين البوشناق، الا ان الصرب بعد السيطرة عليها طردوا المسلمين منها، ونقلوا اليها عدداً كبيراً من المتشددين العرقيين المناصرين لكاراجيتش. وأشارت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية في بلغراد امس، الى وجود مفاوضات لابرام صفقة مع حكومة الصرب لتسليمه، على رغم نفي فلورانس هارتمان، الناطقة باسم المدعية العامة في محكمة لاهاي اول من امس. وأكدت مصادر مطلعة في بلغراد ل"الحياة" ان حكومة صرب البوسنة تمر في موقف حرج في شأن كاراجيتش، وتفضل استسلامه للتخلص من الضغوط الدولية التي تتعرض لها بسببه. لكن المصادر نفسها استبعدت ان يقدم كاراجيتش شهادة ذات اهمية ضد ميلوشيفيتش، في حال اعتقاله، على رغم الخلافات التي سادت بينهما بعد توقيع اتفاق "دايتون" لوقف الحرب البوسنية نهاية عام 1995. وكانت يوفانكا والدة كاراجيتش التي في قرية في جمهورية الجبل الاسود أكدت للصحافيين ان ابنها لن يسلم نفسه الى محكمة لاهاي، و"انه موجود في مكان آمن وتحت حراسة عدد من انصاره". ووصفت حراس ابنها بأنهم "شجعان ومخلصون له الى حد التضحية بحياتهم من اجل المحافظة عليه". ونددت بمحكمة لاهاي قائلة: "لو كانت هذه المحكمة جديرة بالاحترام ومستقلة، لما كان رادوفان رفض المثول امامها ليقول امام العالم كله الحقيقة عن دوره في الحرب". لكنها أعربت عن قلقها من ان "يتم تدبير خطف ابنه او حفيده للضغط عليه". ووجهت المحكمة الى كل من كاراجيتش والجنرال راتكو ملاديتش قائده العسكري، تهمتي ارتكاب جرائم ابادة وجرائم ضد الانسانية خلال حرب البوسنة 1991-1995 وكذلك تهمة الابادة خلال احتلال الصرب لجيب سريبرنيتسا المسلم الذي كان تحت حماية الاممالمتحدة في تموز يوليو 1995.