سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عدم الانحياز مع حل سلمي : سورية ضد القرار الأميركي وباكستان وانغولا والكاميرون لم تحسم موقفها . واشنطن ترى "فرصة ضئيلة" للسلام وشرودر الى موسكو لبحث "المذكرة" المشتركة مع فرنسا
أعلن الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر ان "الرئيس جورج بوش لم يتخل عن الأمل بحل سلمي للأزمة العراقية ويرى فرصة ضئيلة" لتحقيق ذلك. وفيما تحاول الولاياتالمتحدة، عبر ضغوط مكثفة، اقناع أعضاء مجلس الأمن بالتصويت لمصلحة مشروع القرار الذي قدمته بالاشتراك مع اسبانيا وبريطانيا، يصل اليوم الى موسكو المستشار الألماني غيرهارد شرودر للقاء الرئيس فلاديمير بوتين لبحث الأزمة العراقية، والمذكرة التي قدمتها فرنسا والمانيا وروسيا الى المجلس، وأعلنت الصين ان لا حاجة الى قرار دولي آخر. وفي كوالالمبور، أعلنت سورية انها ستصوت ضد مشروع القرار الاميركي، أما باكستان وانغولا والكاميرون فلم تحدد موقفها بعد، ومن المرجح ان تصوت المكسيك ضد القرار الاميركي. يصل المستشار الالماني غيرهارد شرودر الى موسكو اليوم لمناقشة الملف العراقي، فيما انتقدت روسيا المشروع الاميركي - البريطاني - الاسباني، واكد مندوبها لدى الأممالمتحدة ان "قلة" تؤيد ما ورد فيه من استنتاجات، وقال وزير عراقي ان رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف زار بغداد ل"التضامن" معها. وأصدر المكتب الاعلامي للكرملين بياناً مقتضباً أعلن فيه ان شرودر سيصل الى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين ولم يعط تفاصيل، إلا ان مصدراً ديبلوماسياً اكد ل"الحياة" ان الزعيمين سيبحثان الملف العراقي في ضوء "احتمالات حرب وشيكة". واضاف ان المذكرة التي قدمها البلدان بالاشتراك مع فرنسا ستكون ايضاً من بنود البحث. وكان المندوب الروسي الدائم لدى الأممالمتحدة سيرغي لافروف قال ان العراق لم "يضيع" فرصة نزع سلاحه سلمياً، وشدد على ان الاستنتاج الوارد في هذا الشأن في مشروع القرار الثلاثي لا يحظى بتأييد واسع وتناقضه تقارير المفتشين. ومن جهة اخرى، شدد لافروف على ان المذكرة التي قدمتها باريس وبرلين وموسكو لا تنص على استصدار قرار جديد، بل ستكون خطوة اضافية لتمكين المفتشين من مواصلة عملهم في اطار التفويض الممنوح لهم، واشار الى "عدم وجود تناقض" بين القرارين 1441 ؤ1284 مشدداً على ان الأخير تضمن "جداول ومعايير" للحكم على نتائج عمل المفتشين. وأوضح ديبلوماسي روسي ل"الحياة" ان المجموعة الثلاثية تفضل العودة الى اعتماد القرار 1284 لسببين، أولهما انه يتضمن "تفاصيل وأطراً واضحة" لعمل المفتشين، والثاني انه خلافاً للقرار الأخير لا يتضمن تهديداً باستخدام القوة. وفي السياق ذاته أشار قسطنطين كوساتشوف نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان الروسي الى ان المشروع الاميركي - البريطاني - الاسباني محاولة لدفع المجتمع الدولي الى الخوض في جدل عن "المواعيد النهائية" وتوقيت الحرب وصرف الأنظار عن مناقشة عمل المفتشين ونتائجه. الى ذلك، نشرت صحيفة "فريميا نوفوستي" مقابلة مع وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف نفى فيها ان يكون بريماكوف ناقش في بغداد امكان منح اللجوء السياسي الى الرئىس العراقي صدام حسين. واكد انه "لا يوجد انسان سوي يحترم نفسه يمكن ان يقدم مثل هذا العرض" وعندما سئل عن الهدف الحقيقي من زيارة بريماكوف قال انه جاء "للإعراب عن التضامن" مع العراق. خدام: سنصوت ضد القرار الاميركي وأعلنت ثلاث دول نامية من أعضاء مجلس الأمن أمس انها لم تحسم موقفها من مشروع القرار الأميركي - البريطاني. وتشغل باكستان والكاميرون وانغولا مقاعد في المجلس الذي يضم 15 عضواً. ومن شأن سبعة أصوات رافضة إبطال مشروع القرار. وأوضحت باكستان والكاميرون على هامش قمة حركة عدم الانحياز في ماليزيا انهما ستدرسان صيغة القرار قبل التعليق عليه. وأبدت انغولا العضو كذلك في حركة عدم الانحياز ميلاً للابتعاد عن تقديم الدعم قائلة ان على واشنطن ان تشرح سبب الحاجة الى اصدار قرار ثان. ومن اعضاء حركة عدم الانحياز الأعضاء في مجلس الأمن ايضاً سورية وغينيا وشيلي. وأبلغ الرئيس الباكستاني برويز مشرف مؤتمراً صحافياً انه يجب بذل الجهود لتجنب الحرب، لكن على العراق الالتزام بقرار الأممالمتحدة 1441. وقال فرنسوا كزافييه نجوبيو وزير خارجية الكاميرون انه لم يحسم موقفه من القرار الاميركي - البريطاني. وقال عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري: "ليس هناك مبرر لاقتراح مشروع قرار. المفتشون يقومون بعملهم في تنفيذ القرار رقم 1441". وتتولى سورية أحد مقاعد مجلس الأمن الخمسة عشر وهي الدولة العربية الوحيدة العضو في المجلس. ورأي حركة عدم الانحياز مهم لأن هناك خمسة آخرين من اعضائها هم انغولا وغينيا وشيلي وباكستان والكاميرون اعضاء كذلك في المجلس وسبعة أصوات معارضة قد تلغي القرار. وابقت الخطب التي اظهرت استياء العالم الثالث من الدول الغنية على نبرة المعارضة للحرب في حين حضت العراق على الالتزام بقرارات الأممالمتحدة والتخلص من أسلحة الدمار الشامل. ورأى عضو بارز في وفد انغولا انه من السابق لأوانه معرفة كيف سيستجيب مجلس الأمن للقرار الجديد. وقالت ام. ايزاتا رئيسة بعثة انغولا لدى الأممالمتحدة: "يجب ان تعلمنا الولاياتالمتحدة لماذا نحتاج الى قرار ثان". وعندما سئلت عما إذا كانت ستصوت مع القرار أو ضده قالت: "لن تكون هناك حرب... لا تقلقوا. اسلوب حركة عدم الانحياز الذي سيعرض الليلة سيكون الأسلوب الأفضل". اتصالات غير رسمية وبدأت واشنطن ولندن من جهة، وباريس وبرلين وموسكو من جهة اخرى امس في نيويورك سلسلة اتصالات غير رسمية في مجلس الأمن لطرح مواقفها من حرب محتملة على العراق. وطرح مشروع القرار الثاني، الذي اعدته واشنطن ولندن ومدريد مساء الاثنين خلال اجتماع لمجلس الأمن ويؤكد ان "العراق فوت الفرصة الأخيرة التي اعطيت له في القرار 1441" الذي تم تبنيه بالاجماع في 8 تشرين الثاني نوفمبر. وحسب النص الذي لم يحدد مهلة زمنية لبدء العمليات العسكرية ضد بغداد، فإن اعلان العراق عن اسلحة الدمار الشامل التي يملكها "يتضمن معلومات كاذبة ويغفل نقاطاً عدة". وقال السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة جيريمي غرينستاك انه "لن يطلب تصويتاً على مشروع القرار قبل حصول نقاش فعلي". واضاف: "اننا مستعدون لدرس جميع الاقتراحات الواردة فيه". إلا ان البيت الأبيض اكد ان أمام الأممالمتحدة وقتاً محدوداً لاتخاذ قرار بشأن هذا النص. وقال الناطق باسم الرئاسة آري فلايشر "من المستحيل تحديد موعد بدقة ... لا استطيع التكهن بعدد الأيام لكنها لن تكون كثيرة". من جهة اخرى، اكدت المذكرة الفرنسية التي وقعتها روسياوفرنسا ودعمتها الصين ان اللجوء الى القوة يجب ان يكون "الخيار الأخير" وان "الشروط لاستخدام القوة ضد العراق لم تجتمع بعد في الوقت الراهن". واضاف النص ان "على العراق ان ينزع اسلحته وان يتعاون تعاوناً تاماً وناشطاً" مؤكداً ان عمليات التفتيش "لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية". ولن يتم التصويت على المذكرة الفرنسية لكن من شأنها ان تؤثر على مجرى المفاوضات حول مشروع القرار. وأعلن السفير الألماني ان اجتماعاً جديداً مغلقاً لمجلس الأمن سيعقد الخميس. وأوضح غونتر بلويغر ان هذه المهلة ضرورية لفسح المجال أمام عواصم الدول الاعضاء في مجلس الأمن لدرس النصين. ويفترض ان يحصل القرار لتبنيه على تأييد تسع دول على الأقل وان لا تستخدم أي من البلدان الدائمة العضوية حق النقض ضده الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنساوالصينوروسيا. وكثفت الولاياتالمتحدة ضغوطها على الدول الاعضاء المترددة في مجلس الأمن. وأعلنت المكسيك التي تشغل مقعداً غير دائم في مجلس الأمن انها ستتخذ "موقفاً مستقلاً من دون مسايرة أي طرف" في الأزمة العراقية. وترى الصين انه ما زال هناك مجال للتوصل الى اتفاق بين اعضاء مجلس الأمن الذين يجمعون على انه من الضروري نزع أسلحة العراق وممارسة ضغوط اكبر على هذا البلد لحمله على التعاون. وأعلن السفير الصيني لدى الأممالمتحدة وانغ ينغفان ان "الوضع ليس ميؤوساً منه تماماً". وأبلغ وزير الخارجية الصيني تانغ جياشوان نظيره الاميركي كولن باول ان الصين لا ترى حاجة الى قرار ثان وتعتقد ان الجهود الديبلوماسية ينبغي تركيزها على اجبار بغداد على نزع الأسلحة من دون حرب. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية، كونغ تشوان: "يعتقد الجانب الصيني انه ليست هناك حاجة الى قرار ثان... ولا بد ان نركز طاقاتنا ومساعينا على تنفيذ القرار 1441 بشكل جيد". وأضاف ان الصين توافق تماماً على المذكرة الفرنسية - الروسية - الألمانية التي طالبت مجلس الأمن بوضع برنامج عمل واضح ووقت محدد لعمليات التفتيش. فرنسا: المذكرة لا تحتاج الى قرار قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو ان المذكرة التي قدمتها باريس الى مجلس الأمن وتنص على تحديد معايير ملموسة لنزع السلاح العراقي وربط كل من برامج التسلح بجدول زمني محدد، تندرج في اطار القرارين 1284 و1441 ولا تحتاج الى قرار من المجلس للموافقة عليها وتطبيقها. واضاف ان الصين دعمت المذكرة التي اعدت بشكل ثلاثي مع الروس والألمان بعدما اطلعت على مضمونها. وزاد ان فرنسا لا تعتزم عبر المذكرة، اضافة شيء على القرار 1441 بل الاستفادة من المنطق الذي يحكمه، بشكل كامل، وان الشكل الاجرائي لتطبيقها يعود أولاً الى المفتشين الذين بإمكانهم ان يطلبوا مناقشتها رسمياً مع اعضاء المجلس للوقوف على آرائهم. ورفض ريفاسو التكهن بطبيعة القرار الذي سيتخذه العراق من صواريخ "الصمود 2" التي يطالب المفتشون بتدميرها، واكتفى بالقول انه اذا قرر العراق تدميرها فإن ذلك سيؤخذ في الاعتبار، وكذلك الأمر اذا قرر عدم تدميرها، رافضاً الكشف عما تعنيه عبارة الأخذ في الاعتبار في الحالة الثانية.