حذرت مصادر وثيقة الاطلاع على الوضع العراقي من ان تؤدي الحرب الاميركية الى توجيه ضربة قاصمة الى الجيش العراقي تتسبب في انقسامه لاعتبارات مناطقية أو عشائرية ومذهبية وحرمان البلاد من المؤسسة الوحيدة الضامنة وحدتها ومنع الحروب الداخلية والتصفيات. ومن جانبه اعتبر رئيس الأركان العراقي السابق الفريق أول ركن نزار الخزرجي ان السبيل الوحيد لمنع الكارثة هو انتفاضة الجيش والشعب لإطاحة صدام حسين وقطع الطريق على الحرب. وتوقع ان تؤدي الحرب، في حال وقوعها، الى مقتل صدام "سواء في غارة اميركية أو بأيد عراقية". ووصفت المصادر الوضع الحالي للجيش العراقي على الشكل الآتي: - القوات النظامية: عددها نحو 300 ألف. سلاحها قديم ويصعب عليها القيام بدور فاعل في مواجهة أي زحف اميركي. وتشوب وحداتها حال من الترقب ويمكن ان تشهد حالات فرار كثيرة حين يتصاعد الضغط. وضعها اسوأ مما كانت عليه في حرب الخليج الثانية. - الحرس الجمهوري: عدده نحو مئة ألف. ولاؤه كامل مبدئياً لصدام ونجله قصي. تسليحه يعتبر مناسباً بمقاييس جيوش المنطقة. معنوياته تسمح له بخوض قتال ما دام صدام موجوداً أو ما دامت العلاقة مع قصي غير مقطوعة. - الحرس الجمهوري الخاص: يعتبر الأفضل تسليحاً. ولاؤه كامل لقصي وصدام ومعنوياته مرتفعة ويمكن ان يشارك في المعارك. - القوة الجوية: وتعتبر خارج المعركة. - القوة البحرية: وهي عملياً خارج المعركة. واستبعدت المصادر ان تتاح للجيش العراقي فرصة التحام قريب مع القوات الاميركية التي ستشن حملات جوية لقصم ظهر الحرس الجمهوري واخراج الوحدات النظامية من المعركة. ورأت ان حرب المدن متعذرة خارج بغداد لأن طبيعة الأرض تتيح للأميركيين تطويق هذه المدن وتحويل قطاعات الجيش الى جزر مقطوعة الاتصال بقيادتها. وقالت انه اذا كان لا بد من معركة بغداد التي يراهن صدام على خوضها بالحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص فإن الأميركيين سيراهنون على اسقاط المدينة من دون اقتحامها عبر عمليات ضغط لدفع السكان الى الانتفاض والوحدات العسكرية الى اليأس. ورأت ان لجوء صدام الى أسلحة غير تقليدية مستبعد لأنه اذا فعل سيبرر استخدام كل أشكال القوة ضده وسيجعل الحرب الاميركية مبررة تماماً. سألت "الحياة" رئيس الأركان العراقي السابق نزار الخزرجي التعليق على هذه المعلومات فاستبعد اضطلاع القوات النظامية التي كان يرأسها بدور في الحرب "التي يمكن تفاديها اذا وافق صدام على التنحي وهو ما استبعده". وتوقع ان تشارك "وحدات النخبة" في المعارك، مشيراً الى ان استراتيجية صدام هي استدراج الاميركيين الى حرب في المدن. ورأى ان الأمر متعذر خارج بغداد. وأشاد بكفاءة الضباط والجنود العراقيين ووطنيتهم، لكنه استبعد ان يشاركوا بحماسة في حرب دفعهم النظام اليها. وفي ظل خلل صارخ في التسلح والتجهيز والمستوى التكنولوجي. واستبعد انقسام الجيش مذهبياً "إلا إذا حصل فراغ كامل واندلع، لا سمح الله، نزاع أهلي يمكن ان يؤثر في تماسك العسكريين". وتوقع الخزرجي مقتل صدام في الحرب "بغارة اميركية أو على أيد عراقية تعتبر اليوم كاملة الولاء له". وسألت "الحياة" العميد الدكتور سعد العبيدي عضو "المجلس العسكري العراقي" المعارض فقال ان "تشرذم الجيش العراقي وارد تحت ضغط الضربات الاميركية ولكن ليس في صورة انقسام مذهبي. المرجح حصول تسرب أي انسحاب غير منظم للضباط والجنود الى مناطق سكنهم أو الى عشائرهم". واضاف: "اعتقد بأن الحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص سيحاربان لمدة تطول أو تقصر بحسب الوجود المادي لصدام. أما الجيش النظامي فسيتحين الفرصة للتخلص من سلطة الدولة اذا تأكد ان الأميركيين عازمون فعلاً على انهاء صدام حسين". ولم يستبعد العبيدي فرار ضباط من الحرس الجمهوري الى عشائرهم خوفاً من عمليات انتقام أو محاكمات لاحقة.