ظهر صاروخ "الصمود 2" القصير المدى والذي لا يصيب هدفه بدقة، في الفترة الاخيرة كأنه دليل جيد على فاعلية جهود الاممالمتحدة لنزع اسلحة العراق، لكن الوقت بات ضيقاً ومن غير الاكيد انه سيتم تجنب الحرب حتى اذا وافقت بغداد على تدمير هذه الصواريخ. ويحظى صاروخ "الصمود-2" الذي خلصت الاممالمتحدة الى انه محظور، باهتمام كثيف من خبراء نزع الاسلحة الدوليين الموجودين في العراق. فهم يزورون يومياً المصانع التي تنتج اجزاءه. وقال الناطق باسم المفتشين في بغداد هيرو يواكي: "اننا نواصل عملية الترقيم" في اشارة الى الصاق 32 علامة على كل صاروخ، تحدد كل اجزائه. ويبلغ طوله سبعة امتار. ورفض يواكي القول اذا كانت محادثات تجري حالياً مع السلطات العراقية لتحديد مصير هذه الصواريخ. لكن ديبلوماسيين في بغداد ونيويورك اكدوا ان العراقيين مستعدون لتدميرها. وقال ديبلوماسي مطلع ان "العراقيين يخضعون لضغوط دول مثل فرنسا وروسيا وتركيا للقيام سريعاً ببادرة ملفتة" بتدمير هذه الاسلحة علناً. ولم تكشف الاممالمتحدةوالعراقيون معلومات كثيرة عن صاروخ "الصمود-2" لكن مظهر احمد مدير المصنع الذي يجمع هذا الصاروخ في شمال غربي بغداد، قال للصحافيين انه صنع مئة منها. واوضح ان 50 وُزّعت على وحدات في الجيش. ولا تزال الصواريخ الخمسون الاخرى في مصنعه لوضع اللمسات الاخيرة عليها. ويؤكد العراقيون ان الصاروخ يحترم المدى الذي حددته قرارات الاممالمتحدة 150 كيلومتراً ويشددون على انه غير دقيق وغالباً ما يخطئ الهدف مع فروقات قد تصل الى عشرة كيلومترات. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز خلال زيارته الاسبوع الماضي لايطاليا حيث التقى البابا يوحنا بولس الثاني، الذي طلب منه اشارة واضحة باتجاه السلام، ان "صواريخنا ليست خطرة: فمداها قصير وليست مجهزة بنظام توجيه". لكن للولايات المتحدة رأياً آخر في الخطر الذي يشكله "الصمود-2"، وتعتبر انه يجسد رغبة نظام صدام حسين الكبيرة في التسلط الامر الذي يبرر اطاحته. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول تطرق الى ذلك في الخامس من شباط فبراير امام مجلس الامن عندما قال: "انها صواريخ يريدها العراق ان تعكس مقدرته وسلطته ليتمكن من تشكيل تهديد واطلاق رؤوس كيماوية وبيولوجية وربما نووية اذا افسحنا المجال امامه". لكن قبل ان يثبت فعاليته على الارض، امام "الصمود-2" دور آخر يلعبه: ان يظهر كيف يمكن للمفتشين الدوليين ان يتوصلوا الى نتائج ملموسة في وقت تقول فيه واشنطن ان صبرها ينفد وتريد اللجوء الى القوة. وقال هانس بليكس كبير المفتشين الدوليين في 14 شباط امام مجلس الامن الدولي، ان هذه الصواريخ محظورة. لكنه حرص في كل مرحلة من مراحل عرض تقريره على التشديد ان العراقيين قدموا للخبراء الوثائق التي سمحت بالتوصل الى هذه النتائج. وفي الايام المقبلة وقبل التقرير الذي يفترض ان يعرضه نهاية الشهر الجاري على مجلس الامن، يرغب بليكس في حصول بادرة من النظام العراقي تظهر تعاونه. وفي بغداد يعتبر ديبلوماسيون مطلعون على الملف ان اختفاء صواريخ الصمود قد يلعب هذا الدور.