قال الرئيس المصري حسني مبارك انه مقتنع بأن القمة العربية المقبلة في شرم الشيخ ستخرج بموقف عربي موحد معارض لحرب محتملة على العراق، فيما نبه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى أنه في حال هاجمت الولاياتالمتحدةالعراق بمفردها "سيبدو الأمر بمثابة اعتداء … وفي حال حصول هجوم عن طريق مجلس الامن لن يكون هذا الأمر بالتأكيد اعتداء". وأكد مبارك قبل وصوله الى برلين أمس للاجتماع مع المستشار الألماني غيرهارد شرودر، رفضه الحازم حرباً على العراق. وقال في مقابلة أجراها معه موقع "شبيغل اون لاين" الالكتروني في هامبورغ انه يدعم موقفي شرودر والرئيس الفرنسي جاك شيراك من الأزمة، معرباً عن اقتناعه ب"إمكان جمع كل الدول العربية الى موقف مشترك معارض للحرب"، في القمة التي ستعقد قريباً. وشدد على أن الزعماء العرب "سيتخذون موقفاً موحداً" في القمة التي يتوقع أن تعقد في شرم الشيخ نهاية الشهر الجاري. وأضاف: "هذا أمر أكيد وإلا لما كنت دعوت الى مثل هذه القمة". وذكر مبارك انه في مسعاه الى حل الأزمة العراقية ديبلوماسياً يعتمد على المانيا وفرنسا "اعتماداً كاملاً"، وأضاف: "غيرهارد شرودر وجاك شيراك والآخرون ينتهجون خطاً جيداً، ونحن ندعم كل الجهود الصادقة التي تواجه خطر الحرب". وسيجتمع مبارك مع المستشار شرودر في مقره حيث يعقدان مؤتمراً صحافياً قبل مغادرة الرئيس المصري الى باريس للاجتماع مع شيراك. والموضوعان الرئيسيان اللذان سيطرحان في المحادثات هما الأزمة العراقية وآفاق حلها وتأثيراتها في الأزمة الفلسطينية - الاسرائيلية، وإمكان اخراجها من جمودها بعد الموقف الجيد الذي تبنته القمة الأوروبية في شأنها اول من أمس. وعلى رغم التحضيرات العسكرية الأميركية، قال مبارك انه لا يزال يرى فرصة لمنع حرب على العراق، مشيراً الى أن الطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو تعزيز عمليات التفتيش في هذا البلد. وزاد موجهاً كلامه إلى الادارة الاميركية :"طالما المشكلة الفلسطينية مستمرة من دون حل، لن يتحقق الهدوء في كل المنطقة". وسيعرض مبارك مع المسؤولين الألمان العلاقات الثنائية، خصوصاً أن مصر تعتبر من أكثر دول العالم النامي التي تستفيد من مساعدات انمائية سنوية تقدمها المانيا لهذه الدول في مجالات المياه والبيئة والاصلاحات الاقتصادية. في لندن أ ف ب، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في حديث بثته "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي ليل الاثنين ان هجوماً منفرداً تشنه الولاياتالمتحدة على العراق سيعتبره كثيرون بمثابة عمل عدائي. وأضاف: "نعتقد بأن عملاً منفرداً لن يكون جيداً للولايات المتحدة، بل سيشجع الناس على الاعتقاد بأنها تشن اعتداء اكثر مما تقوم بعمل يهدف الى تطبيق قرار دولي ... ونعتقد بقوة، وننصح الولاياتالمتحدة بشدة بمواصلة العمل مع الأممالمتحدة". وزاد: "في حال جاء تغيير النظام مع تدمير العراق، نكون قد حلينا مشكلة بخلقنا مشاكل اخرى ... إننا نعيش في المنطقة وسنعاني نتائج أي عمل عسكري"، معتبراً أن حرباً قد تؤدي الى زعزعة الشرق الاوسط.