ان تصل متأخراً افضل من ألا تصل ابداً. حقيقة ادركها القائمون على الاذاعة السورية اخيراً. فبعد 55 عاماً على انشاء الاذاعة السورية الرسمية، شعر المعنيون ان مواكبة حاجات الشباب وتلبيتها لم تعد امراً هامشياً يترك لاذاعات تجارية دخيلة مقبلة من بعض الدول المجاورة، وأن اعلاماً نمطياً محكوماً بقوالب جامدة عفا عليها الزمن لم يعد يلبي رغبات الناشئة وبالتالي لا بد من ايجاد اذاعة تخرج عن النمط الرسمي التقليدي وتتصف بالدينامية والمرونة، فكان انشاء اذاعة صوت الشباب في تموز يوليو الماضي حاجة اساسية فرضتها ضرورات العولمة والحاجة الى الوصول الى الشباب وكذلك التطور الهائل في الاعلام حيث لم يعد العالم "قرية صغيرة" - كما وصف - بل اصبح بيتاً صغيراً وغرفة صغيرة وذلك من خلال شبكة الانترنت والمحطات الفضائية وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة. تقول فيوليت بشور مديرة اذاعة صوت الشباب: انشئت الاذاعة مواكبة لمتطلبات العصر وتلبية لحاجات الشباب الذي لم يكن يجد ضالته إلاّ في بعض الاذاعات المفروضة والموجهة. وتضيف: بدأنا بالبرامج الترفيهية والاغنيات لكن خطة الاذاعة المستقبلية ستتناول كل ما يخص الشباب ومشكلاتهم في مختلف مراحل حياتهم. نحاول تقديم ما يرضي الشباب من اغان حديثة وتراثية اصيلة ونسعى جهدنا للتواصل معهم والتعرف على ما يرغبون وبالتالي الاستجابة لهم. وتذكر تغريد 22 عاماً انها تتابع بشغف اذاعة صوت الشباب وخصوصاً برنامج "الابراج" وبرنامج "انت وجمالك" الذي يقدم نصائح طبية وعملية في التزيين والماكياج. ولكن - تضيف تغريد - ما ينقص الاذاعة هو وجود اخبار عن الفنانين وإجراء مقابلات معهم واستضافتهم على الهواء حتى نتمكن من التواصل معهم. وتشاطرها الرأي لينا 16 عاماً: فعلى رغم انشغال لينا بتحضير دروسها إلا انها تستمع الى الاذاعة، وخصوصاً برنامج "طلباتكم أوامر". اما احمد 24 عاماً فيتمنى ان تقدم اذاعة صوت الشباب الاغاني بمواعيد محددة حيث تتناسب ووقت البث الذي تقدم فيه. مثلاً في الصباح فيروزيات وفي المساء اغانٍ تراثية ذات طابع هادئ وكذلك زيادة عدد الاغاني الاجنبية والخليجية. في حين تتمنى ملك 44 عاماً التي ترافق برامج الاذاعة منذ بداية الارسال ان يكون اداء المذيعات رشيقاً اكثر وتطلب الإكثار من الاغاني التراثية وخفض مدة الاعلانات. اما حاتم 52 عاماً فيرى إن الاذاعة منذ اليوم الاول وهي في تطور مستمر ونجاح دائم ويتمنى عليها ان تستمر في هذا المنوال وان تنوع اكثر في برامجها. ويقول السائق إياس 25 عاماً لقد استغنيت كلياً عن جهاز الستيريو ولم اعد اسمع الا اذاعة صوت الشباب لأنها تقدم كل ما يرغبه المستمع. ويؤكد: ان معظم من يسافرون معي يطلبون هذه الاذاعة المتميزة. ارجو فقط وضع فترات اخبارية قصيرة كل ساعة او ساعتين. ويرى بسام 31 عاماً انها اي صوت الشباب الاذاعة التي طالما انتظرتها كونها تلبي جزءاً كبيراً من رغبات الشباب. ويأمل تخصيص فقرة اخبار رياضية يومية تغطي الفاعليات الرياضية المختلفة. اما ماجد 19 عاماً فيعتب على الاذاعة لعدم وجود برامج تعالج مشكلات الشباب الحقيقية، وهو مع ذلك يستمع اليها ويتمنى إطالة مدة البث من 14 الى 24 ساعة. ولهند 27 عاماً رأي مختلف. فهي ترى ان الاذاعة مجرد نشرة اعلانات تجارية مضاف اليها الكثير مما يسمى بالأغاني الشبابية ومطعمة ببعض البرامج الترفيهية الفارغة المضمون والبعيدة من مشكلات الشباب. ويقترب من هذا الرأي ما قالته روعة 21 عاماً من أن اداء المذيعات ليس لائقاً وهو تقليد للمذيعات اللبنانيات وان طريقة تعامل المذيعات مع الميكروفون ومع المستمع فيها الكثير من السذاجة والميوعة والسطحية. وترد فيوليت بشور على من يتهم المذيعات بالتقليد والميوعة بأن الاذاعة شبابية وبالتالي تتطلب الخفة والرشاقة. وتضيف: هذا ليس تقليداً لأحد. قد تكون بعض الاذاعات سبقتنا بالزمن وبالتالي من يأتي لاحقاً يقال عنه انه يقلد من سبقه. ومذيعتنا - بحسب فيوليت - عندما تتبع اسلوب الرشاقة فهي تحافظ في الوقت نفسه على الرزانة المفقودة في بعض الاذاعات بعيداً من الاغراء. وتطلب عائشة الخراط مذيعة في صوت الشباب من المستعمين ان يسمعوها وزميلاتها بصدق وأن يثقوا بامكاناتهن. فهي - كما تقول - احبت التجربة في الاذاعة لأنها تشبهها ولأنها وجدت نفسها فيها من حيث طريقة التعامل مع الناس والتواصل معهم بعيداً من الاستخفاف بالمستمع او محاولة اغرائه. اما المخرج في الاذاعة محمد غزاوي فإنه ينسى تعبه عندما يسمع رأي المستعمين بما يقدم لهم من اغان وبرامج هي خلاصة عمل مشترك لفريق يعمل - بحسب رأيه - 24 ساعة كأسرة واحدة ليصلوا في النهاية الى الهدف الذي أنشئت من اجله الاذاعة وهو الوصول الى الشباب.