قال محامون عن معتقلين أصوليين في قضية الداعية حسن الكتاني أُفرج عنهم في وقت سابق، ان السلطات عاودت اعتقال موكليهم الاسبوع الماضي في مدينة سلا شمال العاصمة الرباط. واتهم المدعي العام هؤلاء بالتجمهر في مكان عام و"تشكيل عصابة اجرامية"، في اشارة الى تجمعهم امام مقر إقامة الداعية الكتاني المتواري عن الانظار منذ اطلاقه قبل اسبوع الذي ينظر اليه بمثابة المرجعية الفكرية لتيار "السلفية الجهادية". وسبق للسلطات المغربية ان اعتقلته "بعد تلقيها شكاوى من جيرانه"، قالوا انه يخالف تعاليم المذهب المالكي في إقامة الصلاة الجماعية. وافادت مصادر قضائية ان رجال الشرطة حققوا معه في شأن علاقته ب"السلفية الجهادية"، وخلال التحقيق اجهش بالبكاء عندما عرض امامه شريط لزعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر، وقال الكتاني انه "لا يوجد قانون يمنع التضامن مع المظلومين". الا ان تدخلات من مراجع دينية ورسمية اسفرت عن اخلاء سبيله وعدم ملاحقته قضائياً. ويقول محامو المعتقلين وعددهم 11 شخصاً، ان معاودة اعتقال موكليهم قد تكون مرتبطة بتحقيقات جديدة في ملف الكتاني، خصوصاً ان رجال الشرطة فتشوا بأمر قضائي منزله، فيما تجمهر مناصروه امامه. وسبق للكتاني ان نشر بياناً تناول فيه مفهوم "السلفية الجهادية" كتيار فكري لا علاقة له بأعمال العنف. وتشن السلطات منذ صيف العام الماضي حملات ضد بائعي الاشرطة الدينية في أنحاء عدة من البلاد من منطلق تزايد دعوات تناقض جوهر المذهب المالكي. وهي اعتقلت أخيراً نشطاء اسلاميين، في معرض رصدها تحركات لتنظيمات اسلامية توصف ب"التطرف والمغالاة واستخدام العنف". وأغلقت السلطات مسجداً في مدينة سلا عرف بتردد الكتاني عليه، كما اعتقلت شباناً يقيمون في حي الوادي الذي يضم المسجد. من جهة أخرى، تعاود محكمة الاستئناف في الدار البيضاء اليوم الثلثاء النظر في قضية أعضاء خلية "القاعدة" المعتقلين في المغرب منذ ربيع العام الماضي. وكانت المحكمة استمعت الى افادات المتهمين السعوديين والمغاربة والشهود. يذكر أن المدعي العام اتهم المعتقلين السعوديين زهير الثبيتي وهلال العسيري وعبدالله الغامدي، بتشكيل عصابة والتخطيط لأعمال تخريبية. كما اتهم شركاءهم المغاربة بالمشاركة في تشكيل عصابة والمساعدة في صنع متفجرات.