تواصلت التظاهرات المناهضة للحرب على العراق في العديد من الدول. ونظم مئات الآلاف من دعاة السلام مسيرة في سيدني، اكبر المدن الاسترالية امس، في ثاني يوم من مسيرات السلام التي عمت العالم مطالبة الولاياتالمتحدة بعدم شن حرب على العراق. وكتب على احدى اللافتات "امنعوا الحريق الذي سيضرمه بوش وهاوارد المخرب" في اشارة الى الدعم القوي الذي يبديه رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد للرئيس الاميركي جورج بوش. ووصلت المسيرة الى قلب المدينة التجاري ما أدى الى تعطل المرور في اليوم الثاني من الاحتجاجات. وذكرت الشرطة ان عدد المتظاهرين بلغ نحو 400 الف. ومنذ يوم الجمعة تجمع ما يصل الى نصف مليون متظاهر في استراليا في اسبوع من الاحتجاجات المناهضة للحرب وجذبت 15 مليونا في 600 مدينة في مختلف انحاء العالم. وقال توماس ايكن وهو طبيب 34 عاما حاملاً طفله على كتفه: "نريد ان يستمع رئيس الوزراء لنا... لا نريد حرباً مع العراق". وعلى رغم ان استراليا حليف قوي للولايات المتحدة ونشرت نحو الفي جندي في الشرق الاوسط، الا ان استطلاعاً للرأي اجري في استراليا الشهر الماضي اظهر ان نحو ثلثي الاستراليين ضد اشتراك بلدهم في اي هجوم على العراق ما لم تقره الاممالمتحدة. وصرح هاوارد بأنه غير مقتنع بأن الحشود المناهضة للحرب دليل على ان موقفه لا يتوافق مع رأي الشعب. وقال للتلفزيون الاسترالي امس: "لم اكن اعلم ان بامكاننا قياس الرأي العام فقط من خلال عدد المشاركين في التظاهرات". وعبر هراس ناجي، الذي فر من العراق خلال التسعينات للعيش في سيدني وحضر الاحتجاجات، عن رأي الكثير من العراقيين قائلاً: "لابد ان يرحل صدام. لا يمكن ان يفلت من العقاب عما فعل بالشعب العراقي... ولكن الحل ليس الحرب. انها ستضر الكثير من العراقيين الابرياء". وانطلق تسعة من دعاة السلام اليابانيين أمس من طوكيو متوجهين الى بغداد ليكونوا بمثابة "دروع بشرية" في حال شنت الحرب. ويرافق هؤلاء، وبينهم طالبة في الثامنة عشرة، عشرون آخرون من دعاة السلام. وقبل اقلاع طائرتهم من مطار طوكيو - ناريتا، رفع المتظاهرون لافتات حملت عبارات مثل "اذهب الى العراق لوقف الحرب" و"لا تهاجموا العراق"، بينما تظاهر آلاف الاشخاص ضد الحرب في وسط طوكيو. وسافر دعاة السلام على رغم توصية الحكومة اليابانية رعاياها في العراق بمغادرة هذا البلد على الفور تخوفاً من مخاطر الحرب وتزايد الصعوبات في ايجاد رحلات منطلقة من بغداد. من جهة آخرى، تجمع عشرات الناشطين الاسلاميين في القاهرة امام مقر الجامعة العربية حيث يجتمع وزراء الخارجية العرب، مطالبين بدعم عربي فاعل للعراق. ورفع المتظاهرون، ومعظمهم من حزب العمل الاسلامي، أعلاماً فلسطينية وعراقية وارتدوا قمصاناً كتب عليها "اسرائيل والولاياتالمتحدة عدو واحد". واعلنت زينب محمد السيد احدى المشرفات على تنظيم التظاهرة: "نريد إسماع صوتنا اننا نعارض الضربات على العراق ويجب على الوزراء ان يتحركوا". وشهدت العاصمة العمانية تظاهرة ادهشت الكثير من المتابعين شارك فيها نحو 800 امرأة في أحد أرقى احياء مسقط الذي يضم السفارات الاجنبية بينها السفارة الاميركية. وحملت النساء لافتات تدعو الى "تجنب الحرب التي لن تكون على العراق فقط بل بداية لمراحل أخرى في المنطقة"، وربطت المتظاهرات بين "الغطرسة الاميركية والمجازر التي يرتكبها ارييل شارون بحماية الولاياتالمتحدة". وحركت تظاهرة النساء السكان في الشارع العماني بمجموعة من الاسئلة عن "الحضور النسائي" و"الغياب الرجالي" الذي لم يجرؤ على الاعلان عن نفسه وقول لا للحرب. علماً انه كان من المقرر القيام بمسيرة ضخمة في كل انحاء عُمان.