في اطار الضغوط على الدول المعارضة للحرب حذرت مستشارة الأمن القومي الأميركي كوندوليزا رايس من احتمال "تضرر العلاقات" بين موسكووواشنطن بسبب الأزمة العراقية، فيما انتقد الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف بشدة الولاياتالمتحدة، وقال انها في حاجة الى "بيريسترويكا". وأكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الذي شارك في جلسة مجلس الأمن أمس ان بلاده لا ترى ضرورة لاصدار قرارات جديدة في شأن العراق، ولكنه شدد على أهمية استمرار وحدة المجتمع الدولي على رغم التباين في المواقف. ولم تخف واشنطن استياءها من الموقف الروسي وقالت رايس في حديث نقلته وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان الملف العراقي "يجب ألا يلحق ضرراً" بالعلاقات الروسية - الأميركية. ودعت موسكو الى التعامل مع الموضوع "باعتباره جزءاً من مكافحة الارهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل". وتابعت ان العراق "يؤوي ارهابيين" بينهم الزرقاوي الذي اتهمته بأنه "يريد قتل الأميركيين والروس" وله صلات بالشيشان. والى جانب الضغط السافر قدمت رايس وعوداً غامضة، إذ أشارت الى ان الولاياتالمتحدة تنظر في طلب روسي بادراج منظمات شيشانية في لائحة الارهاب، لكنها رفضت تحديد موقف من الرئيس اصلان مسخادوف الذي تقول موسكو انه دعم عمليات ارهابية. وأشارت مستشارة الأمن القومي الى أن ادارة الرئيس جورج بوش "تعمل بمثابرة" لالغاء قانون جاكسون - فانيك الذي كان فرض قيوداً على التعامل مع الاتحاد السوفياتي لحمله على اطلاق الهجرة اليهودية، ولم يلغ حتى الآن على رغم زوال أسبابه. وتهربت رايس من الرد على سؤال عما اذا كانت واشنطن ستبلغ موسكو موعد بدء الحرب على العراق واكتفت بالقول ان الولاياتالمتحدة "ستواصل التشاور مع الحلفاء والأصدقاء". ويثير السلوك الأميركي استياء واسعاً في روسيا، وانضم الى المستائين ميخائيل غورباتشوف الذي ربطته علاقات صداقة وثيقة مع جورج بوش الأب. وفي مقال نشرته أمس صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الحكومية قال الرئيس السوفياتي السابق ان الولاياتالمتحدة في حاجة الى "بيريسترويكا عميقة"، وأضاف ان المشكلة ليست في العراق بل في أميركا. وأوضح ان الإدارة الأميركية تعتقد ان النظام العالمي "يجب أن يكون عقاراً مقيداً باسم اميركا" وان تكون مصالحها فوق كل شيء وتظل مصالح الآخرين "مهملة". الى ذلك قال بوريس غروسوف محافظ مقاطعة موسكو القائد السابق للقوات السوفياتية في افغانستان، ان الحرب ستكون "خطأ استراتيجياً فادحاً" ترتكبه الولاياتالمتحدة. وقال ان العمليات يمكن أن تبدأ بغارات جوية مكثفة وقصف صاروخي عنيف ضد المواقع والمنشآت الاستراتيجية والحساسة وبعد 10 أيام تبدأ عمليات برية. من جهة أخرى أكدت جورجيا استعدادها لوضع قواعدها العسكرية ومطاراتها تحت تصرف الولاياتالمتحدة في حربها على العراق. وقال سكرتير مجلس الأمن القومي في جورجيا جاباريدزه ان الرئيس ادوارد شيفاردنادزه أبلغ واشنطن ذلك وأن تبليسي في انتظار القرار الأميركي.