ربطت قيادات في الحزب "الاتحادي الديموقراطي" السوداني المعارض عودة زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني إلى الخرطوم بعودة الحريات الكاملة والديموقراطية وتحقيق الوفاق الوطني، فيما نددت واشنطن بانتهاكات السودان المتكررة لوقف النار. وقال القيادي البارز في الحزب الاتحادي الديموقراطي عبدالعزيز محمد عثمان إن زعيم الحزب رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" "لم يخرج من السودان طلباً لجاه أو سلطان، وإنما خرج من أجل المبادئ التي أثبتت الأيام أنها لا بد أن تسود في السودان. والميرغني سيعود إلى الخرطوم عندما تتحقق كل تلك المطالب كاملة". وكانت أنباء ترددت في الخرطوم خلال الأسابيع الماضية عن قرب عودة الميرغني واجراء مفاوضات مع الحكومة السودانية لتحقيق تسوية سياسية بين أطراف الأحزاب الشمالية. من جهة اخرى اف ب، نددت الولاياتالمتحدة اول من امس بانتهاكات الحكومة السودانية المتكررة لوقف النار في جنوب البلاد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ريتشارد باوتشر "ندين هذه الهجمات غير المبررة وهذه الاعتداءات ضد مدنيين"، مندداً بالحوادث الاخيرة التي تحدثت عنها مجموعة مستقلة من المراقبين في تقرير نشر اخيراً في الخرطوم. واظهر التقرير ان "الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه تعرضوا لمدنيين" خلال عمليات في مناطق نفطية في جنوب السودان خلال الشهرين الماضيين. واضاف باوتشر ان "الولاياتالمتحدة تنتظر من الحكومة السودانية ان تثبت حسن نياتها في تطبيق عملية السلام من خلال احترامها البنود التي اضيفت الى اتفاق وقف النار الموقع في تشرين الاول اكتوبر 2002". وكانت الحكومة السودانية والمتمردون الجنوبيون اتفقوا الاسبوع الماضي خلال جولة من المحادثات في نيروبي على عدد من النقاط يفترض ان تتيح تقاسم السلطة خلال فترة انتقالية من ستة اعوام. على صعيد آخر، قالت مصادر في الخرطوم إن الرئيس عمر البشير سيزور العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع المقبل بدعوة من نظيره الفرنسي جاك شيراك. وينتظر أن يجري الرئيسان محادثات تتعلق بتطور عملية السلام في السودان والبحث في المصالح المشتركة بين البلدين. ويرافق الرئيس السوداني وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ومستشاره للسلام الدكتور غازي صلاح الدين. وتتزامن زيارة البشير لفرنسا مع انعقاد مؤتمر قمة الدول الافريقية الناطقة بالفرنسية في باريس منتصف الشهر الجاري. وقال النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه إن السودان يسعى إلى حشد الدعم الدولي والاقليمي والعربي، خصوصاً لتحقيق السلام والاستقرار. وأضاف: "ان الحكومة تتحرك في اتجاهين ازاء قضية السلام، الأول التفاوضي، وعلى رغم العقبات والعثرات التي تعترضه، فإن السودان يبذل جهداً كبيراً في هذا المجال بشهادة الفرقاء والوسطاء الذين يراقبون المفاوضات ويدفعون في اتجاه التسوية. والمسار الثاني يشمل التحرك في مجال التنمية والعناية بقطاعات بناء الجنوب. ودعا نائب الرئيس السوداني الطرف الآخر في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يقودها العقيد جون قرنق في مفاوضات السلام الجارية في كينيا، إلى "أن يبذل جهداً أكبر، وأن يطمئن إلى أن الإرادة السياسية لدى الحكومة السودانية هي تحقيق السلام اليوم قبل الغد لخير أهل السودان".