عقد الرئيسان السوداني عمر البشير والاريتري اسياس افورقي جلستي محادثات مغلقة، وثالثة انضم اليها وزراء من الجانبين وسط تكتم شديد. ويعتقد ان الرئيسين تناولا قضايا شائكة على رأسها الملف الأمني الذي يقف عقبة أمام استكمال تطبيع العلاقات بين البلدين. ولم يكشف وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان في تصريحات للصحافيين أمس نتائج هذه الاجتماعات، مكتفياً بالاشارة الى "ان المحادثات تطرقت الى ملفات السلام والوفاق في السودان والعلاقات الثنائية بهدف تجاوز المشكلات التي تعترضها اضافة الى الملفات الاقليمية والدولية وسبل تطوير السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر "ايغاد" التي تتوسط بين الخرطوم و"الجيش الشعبي لتحرير السودان". وذكر ان افورقي سيلتقي القيادات السياسية التي ترغب في لقائه، بمن فيها مسؤولو أحزاب المعارضة و"التجمع الوطني الديموقراطي"، واعلن حزب الأمة تنظيم حفلة استقبال في مقره للرئيس الاريتري، كما رحب الحزب الاتحادي الديموقراطي بزيارة افورقي ووصفها بأنها "فوق العادة". وأفيد ان أفورقي أعرب، في جلسة المحادثات الموسعة، عن تطلع بلاده الى "علاقات متميزة مع الخرطوم تكون انطلاقاً لتأسيس علاقات تكون نموذجاً لعلاقة بين دولتين جارتين يربطهما الكفاح والنضال"، مؤكداً حرصه على "ازالة المعوقات التي تقف دون تطويرها". ولم ينف المسؤولون في الخرطوم ان يكون افورقي حمل الى البشير مطالب زعيم "التجمع" السيد محمد عثمان الميرغني لتهيئة المناخ قبل دخول الطرفين في حوار مباشر، بحسب اتفاق اسمرا بينهما الاسبوع الماضي. الى ذلك اجرى وزيرا الخارجية والطاقة الاريتريين علي سيد عبدالله وفري سلاسي لقاءات مع نظيريهما السودانيين. وعلم ان أسمرا طلبت من الخرطوم تزويدها مشتقات النفط. في نيروبي أ ف ب، أعلن رئيس الوفد الحكومي السوداني الى المفاوضات مع "الجيش الشعبي" ان الجلسة الأخيرة من المحادثات بين الجانبين والتي انتهت الأحد الماضي، جرت في "جو أفضل وأقل توتراً وخال من الشتائم"، حتى ولو تم احراز القليل من التقدم في العمق. وقال السيد أحمد ابراهيم الطاهر مستشار الرئيس السوداني، قبل عودته أمس الى الخرطوم، ان هذه المفاوضات الجارية منذ 1993 برعاية "ايغاد" ستستأنف في نهاية تشرين الأول اكتوبر في كينيا. ويرى الطاهر ان الخلافات لا تزال قائمة سواء بالنسبة الى الوضع المستقبلي في جنوب السودان حكم ذاتي أو استقلال أو لترسيم حدوده. وبحسب بيان للوفد الحكومي في اعقاب المحادثات، فإن تعبير "فصل الدين عن الدولة" كان أحد أهم العوائق أمام التقدم في المفاوضات. وقال ان "الحكومة رفضت الموافقة على هذا التعبير"، معتبرة انه بمثابة "شتيمة" وله "مفاهيم دينية سلبية بالنسبة الى المسلمين". وكان الناطق باسم "الجيش الشعبي" أكد انه لم يتم التوصل الى أي اتفاق على مسألة الدين والدولة. على صعيد آخر، يعقد اليوم في الخرطوم اجتماع اللجنة الرباعية التي تضم مسؤولين من مصر وليبيا ويوغندا والسودان المعنية بمعالجة القضايا العالقة بين الخرطوم وكمبالا بعد تأجيله يوماً بسبب تأخر وصول الوفد اليوغندي.