فوّض "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض "الحركة الشعبية لتحرير السودان" اجراء محادثات مع الحكومة السودانية، في الجولة الثانية من مفاوضات السلام التي تبدأ في كينيا اليوم، وكلفها السعي الى اشراكه في مرحلة لاحقة من المفاوضات. وفي ظل اجواء متفائلة لدى طرفي التفاوض، وصل الى نيروبي أمس وفدا الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية" ومجموعة من الخبراء الاجانب وممثلون للولايات المتحدة وبريطانيا والنروج ووسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا إيغاد لبدء جولة جديدة من التفاوض، على امل ان ترسم فيها الملامح النهائية للتسوية في البلاد واقامة سلام شامل. راجع ص 6 وينتظر أن تركز الجولة، في ايامها الاولى، على ملفي قسمة السلطة والثروة ووقف النار وترتيبات الفترة الانتقالية والاجراءات الامنية والعسكرية المتعلقة بفصل القوات. وتعتبر هذه القضايا هي الاهم، بعد حسم الجولة الاولى مسألتي علاقة الدين والدولة وتقرير المصير. واعلنت السلطات السودانية إن اجتماعا للحزب الحاكم ترأسه الرئيس عمر البشير اعطى الوفد الحكومي الى المفاوضات "تعليمات بانجاح" الجولة. كما اكدت "الحركة الشعبية" بقيادة جون قرنق أن وفدها الذي يقوده الرجل الثاني فيها سيلفا كير ميارديت "لديه تفويض كامل للتوصل الى سلام شامل". ويقود وفد الحكومة في هذه المرحلة وزير الدولة في مستشارية السلام ادريس محمد عبدالقادر وينتظر أن يلحق به بعد اسبوع مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين، علما انه من المقرر ان تستمر جولة التفاوض الى 14 ايلول سبتمبر المقبل. واصدر "التجمع" الذي يواصل حاليا اجتماعات في اسمرا بيانا أمس، عالج فيه الجدل المستمر في شأن خلافات متعلقة بعدم مشاركة احزاب المعارضة في التسوية. وافاد البيان أن "التجمع" بات يعتبر "الاتفاق الاطاري" بين الحكومة والمتمردين الجنوبيين "خطوة مهمة تشكل مدخلا لوقف الحرب وارساء السلام، ويمكن أن يحقق بعض اهداف التجمع". واوضح البيان أن "هيئة قيادة التجمع وافقت انطلاقا من ثقة التجمع في الحركة الشعبية على دخول الحركة جولة التفاوض وهي تحمل موقف التجمع وتعمل من اجل ان يصبح التجمع شريكا اصيلا في مفاوضات المرحلة الثانية". على صعيد آخر، فشلت جهود قادتها اريتريا في تنظيم لقاء يضم نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وقرنق ورئيس "التجمع" رئيس الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني في اسمرا. وقالت مصادر في الحزب الاتحادي أن الحكومة السودانية رفضت ارسال علي عثمان بحجة انه التقى الميرغني مرتين أخيرا في القاهرة وأن البشير التقى قرنق في كمبالا. وعرضت الخرطوم ارسال صلاح الدين للقاء الميرغني وقرنق الا أن "التجمع" رفض هذا العرض. وغادر قرنق اسمرا اول من أمس فيما ينتظر أن تختتم اجتماعات المعارضة السودانية مساء اليوم. وقالت المصادر أن "الفكرة نبعت من لقاء ضم الرئيس الاريتري اساياس افورقي والميرغني وقرنق، وتهدف الى اقناع الخرطوم بتوسيع قاعدة المشاركة في المفاوضات".