سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هيفا وهبي ظاهرة جديدة تثير الجدل ... وتنتهي قريباً ؟ - تشابهتا "خارجياً" على مستوى الإطار والشكل والانطباع الاول .... تحاكي مادونا : صوت أقل وإغراء أكثر !
تقتحم عارضات أزياء ومذيعات لبنانيات عالم الغناء منذ مدة قصيرة ليشكلن ظاهرة جديدة تكثر الإنتقادات الموجهة إليها، ويعلو صوت الحريصين على الفن ضدهن لكنهن ماضيات في تجربتهن ويؤكدن انهن لن يقدمن الطرب بل أغاني خفيفة. وقبل أن تطرح أي منهن شريطها الغنائي تطل عادة في مؤتمر صحافي في حلة جديدة تقلد مثلاً مظهر شاكيرا أو في فيديو كليب يطول النقاش في شأنه. هيفا وهبي دون غيرها أثارت جدلاً كبيراً، والتركيز عليها حال دون تناول عميق لهذه الظاهرة ككل، ربما لأنها صاحبة الوجه الأجمل بينهن، وربما لأنها كانت أول من انطلق في هذه التجربة، أو لأنها أكثرت من إطلالتها عبر وسائل إعلامية تدافع عن نفسها. قبل هيفا كانت مادونا بدلالها وأزيائها مادة أحاديث إعلامية كان ذلك في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، لكنها كانت تعرف دائماً بالفنانة الاستعراضية، ثم غابت مادونا عن النقاشات التي تبدلت عناوينها فكان أخيراً شعبان عبد الرحيم الذي أثار "زوبعة" في مصر والعالم العربي. هيفا هي الظاهرة اليوم، والتحليلات التي تتناولها مختلفة في ما يأتي مقالان عنها، وبالتأكيد ثمة آراء مختلفة في الظاهرة التي تطلقها. تجوز المقارنة بين المطربة مادونا والمغنية هيفا وهبي، لأن ثمة تشابهاً "خارجياً" من القرن الماضي على مستوى الإطار والشكل والانطباع الاول، يفرض نفسه: مادونا عند بداياتها في نهاية الثمانينات والاضواء التي انهالت عليها، وهيفا في العام 2002 والأضواء المماثلة. لكن المقارنة لا تجوز، وتحديداً من حيث الاصوات، فصوت مادونا هو صوت مطربة صعدت من هواية الغناء ومن المشاركة في اعادات المسرحيات الرحبانية في جل الديب الى الشهرة، وفي حنجرتها مزيج من الطاقة الادائية والأنوثة. بينما صوت هيفا وهبي هو صوت عارضة ازياء وجدت حولها ظروفاً انتاجية مناسبة فاقتحمت لا تخشى لومة لائم. واذا كانت مادونا كونت ظاهرة حينذاك، فإن هيفا وهبي ظاهرة اليوم. والاختلاف في تقويم صوت هذه وصوت تلك لا يمنع اطلاقاً من ملاحظة التشابه الحقيقي في الشكل. فمادونا كسرت "البرواز" المعروف للمطربة اللبنانية، لا عبر اناقتها المفرطة فقط التي ادهشت الجميع وتخطت زميلاتها باستثناء صباح، تاريخياً، بل عبر علاقتها بجسدها، فقد كانت الملابس الجميلة على جسد مادونا تستر في جمال وتكشف في جمال، والكشف طالما كان اكثر طبعاً، وغاية في الذوق. وما صرفته مادونا على الملابس لا شك في انه يفوق اضعاف ما صرفته على اغنياتها التي كانت حقيقية حيناً وأغنيات "موضة" حيناً آخر اشبه بالأغنيات حيناً ثالثاً، وفي كل الحالات كان صوتها حاضراً بامكانات كافية لقول غنائي ظل مثار جدل قبل ان تستقر مادونا "ملكة لجمال النجوم" سنوات عدة، ثم حصل الارتباك الخطير الذي هددها بالاشاعات وبردوت الفعل على ظهوراتها التلفزيونية الغريبة - العجيبة والتي لم تكن مادونا تعيرها انتباهاً حتى تكومت بعضها فوق بعض وجرفتها في النهاية الى حيث لا تريد. وهي الآن هناك لا انتاج اغنيات ولا فيديو كليب ولا حفلات ولا مسرح ولا شيء غير انتظار اللاشيء، ولا تزال قادرة على العطاء الفني ربما اكثر من الماضي. وها هي هيفا وهبي تكسر "البرواز" المعروف للمطربة اللبنانية عموماً لا عبر ملابسها التي لا تختلف عن ملابس "سيدات المجتمع" كما تقول هي، بل عبر علاقتها بجسدها ايضاً كمادونا ايام العز تماماً، مع فارق واضح هو ان الاغراء مع مادونا كان يستند الى الجسد الجميل ولكن كذلك يستند الى الصوت، بينما مع هيفا وهبي يستند الاغراء الى الجسد الجميل ولكن كذلك يستند الى نوعية "إخراج" الصوت من الحنجرة، والى الرقص في "فيديو كليب" لم تتجرأ مادونا يوماً عليه لا في فيديو كليب ولا في اطلالات تلفزيونية، فرقص مادونا كان دائماً رقصاً شرقياً لا يتجاوز حركات معينة تطول او تقصر بحسب نوعية الاغنية مع اثارة لمّاحة، اما رقص هيفا وهبي فهو رقص شرقي يفترض عيوناً حارقة خارقة بألف معنى ومعنى مهما خففت هي من وقع ذلك وفسرته رقصاً لا اكثر. بل انه اكثر بكثير. وإذ لا تعتبر هيفا وهبي نفسها منافسة لاحدى زميلاتها عارضات الازياء القادمات الى الغناء قريباً جداً، ولا لإحدى المغنيات المعروفات، فهي ترى انها في مكانة خاصة لا يشاركها فيها احد. هذا صحيح. الا ان الصحيح ايضاً وقبل ذلك، هو ضرورة ان تتجاوز هيفا وهبي عقدة جمال جسدها فلا تقدمه في كل طلة تلفزيونية كفاكهة لذيذة او كوجبة دسمة ثم تتهم الآخرين بأنهم ينظرون اليها من خلال عقدة جسدها الجميل. العقدة في معنى من المعاني هي عند هيفا لا عند الآخرين الذين ليس بيدهم تقرير عملية اظهار "تضاريس" جسدها والتعبير لها، بل بيدها هي، وليس من العدل ان تلقي هيفا بالمشاهدين في يم مفاتنها وتناشدهم الا يبتلوا بماء النظر على الاقل، والخيال هنا سيتدخل اجبارياً لا لاشباع فضول عيون تنظر، بل لأن جسداً في المواجهة لا يشبع من فضول الآخرين، ولا من دفعهم مكرهين؟ الى الفضول! اعتقد انه عندما تتخلى هيفا وهبي عن النظر الى نفسها كمتهمة ليس في الغناء فحسب بل في اشياء اخرى ايضاً، سيصبح ممكناً للجمهور النظر اليها كمغنية أو كعارضة أزياء من دون اي "اضافات" اتهامية لم يخترعها الجمهور من لا شيء، كما لا يظنن احد ان هناك "هواية شعبية" هي ملاحقة هيفا وهبي بالاشاعات والتركيبات "المقرفة" كما تردد بالحرف، اذ ان: لا دخان بلا نار... الصورة الجريئة وحين نقارن في حدود معينة بين مادونا وهيفا وهبي فلكي تعرف هيفا ان "صورة" مادونا "الجريئة" كانت سبباً ذات يوم في "نسيان" الجمهور ان لها صوتاً جميلاً وانها فنانة استعراضية مميزة فلم يعد الجمهور يتذكر الا انها مطربة بجسد جميل "لا يفارقها" سراً وعلانية. تلك "الصورة الجريئة" تتكرر اليوم مع هيفا انما في شكل اكبر وأعمق وقد تكون سبباً ذات يوم مقبل وقريب؟ في نسيان الجمهور ان لهيفا رغبة بالغناء "لا كأم كلثوم او كعبدالحليم" - والتعبير ايضاً وأيضاً لها - بل كأي مغنية اخرى، وربما افضل من بعضهن احياناً!؟ ومن المحتمل ان تشهد المحطات التلفزيونية "فيديو كليبات" جديدة تتأثر بأسلوب هيفا وهبي الاغرائي. اول الغيث كان في "أخاصمك آه" للمغنية نانسي عجرم التي يبدو ان هيفا فتحت لها الباب، وأخريات على الطريق، و"أخاصمك آه" اكثر تمويهاً في سيناريو فني مفخخ بالبراءة في حين "يوم تغيب" فاضح المرامي: خلفية حمراء ورقص انثوي لا يصدق مُشاهد واحد انه.. عفو الخاطر!؟ وإذا كانت مادونا قد حصدت مالاً "لا تأكله النيران" كما قالت مرة، ثم وجدت على حين غرّة ان النار اكلته كله، فإن المال الذي تحصده هيفا وهبي كما يقال "لا تأكله النيران" ايضاً، لكنها توظفه في خدمة "مشروعها الفني وأحلامها"، على امل ألا تجد ان النار اكلته على حين غرّة... وأكلتها! لكي تعلم شيئاً عن مستقبلها، على هيفا وهبي ان تحاور مادونا شخصياً، ان تلتقيها لا كامرأة جميلة تواجه امرأة جميلة سبقتها الى الاضواء، بل كامرأة تريد ان تغني وتعرض الازياء وتصور الاعلانات وحولها جيش ممن يدفعوننا الى الاعتقاد بأن كل كلام غير المديح هو تجن عليها، وانها "الأجمل والأفضل"، في حين هي في حاجة الى من يقول لها رأياً يحملها مسؤولية ما تفعل. ومادونا خير من عرفت ذلك ولكن بعدما فات الأوان!