يحارب الفنان ليفرض نفسه في مجال ما ثم تجد ناظره يتحول الى فن آخر. ممثلون خاضوا تجربة التقديم، وغنت بعض المذيعات، لكنهم جميعهم، وعلى اختلاف اختصاصاتهم، لم يلاقوا الهجوم الذي تعرضت له عارضات الازياء، سواء عند تحولهن الى ممثلات ام مذيعات وأخيراً الى مغنيات. دخلت العارضات عالم التمثيل، فحوربن في البداية. فشلت كثيرات لتنجح قليلات ويستمررن في هذا المجال، من بينهن ورد الخال ونادين الراسي. فتيات تعاملن مع الصورة وصرن اسيرات لها، رحن يبحثن عن اي مجال يبقيهن أمام العدسة مهما كان الثمن، وقد يكون لذلك تبعاته فيثير انتقادات بسبب "الفشل الذريع" او تشجيع ومواكبة في حال "النجاح". أتى عالم الفيديو كليب ليشد فتيات الاعلان وخشبات العرض إليه، ومن الرقص في خلفيات الاغنيات ها هن يفكرن ب"احتراف" الغناء. وقد دخلنه ك"هواية" غير مكترثات لغياب الخبرة والاختصاص والثقافة العامة، وان كن من خريجات جامعات. هيفاء وهبة قالت انها أول عارضة أزياء عربية عرض عليها الغناء. وطرحت ملكة جمال لبنان السابقة نيكول بردويل قبل عامين اغنية لم تلق رواجاً لأن صاحبتها لم تعمل على فرضها والتسويق لها، تلتها عارضة الازياء رولا سعد الشبيهة بكيلي مينوغ المنعزلة عن الاعلام منذ 6 اشهر والمنكبة على تسجيل شريط مع شركة "عالم الفن" في مصر.. واخيراً ناتالي فضل الله ثم سيرين عبدالنور. وربما كانت تجربة مايا نصري التي دعمها سيمون اسمر فاعتبرت هي ما حرك حماسة زميلاتها من العارضات الحسناوات ليخضن تجربة الغناء، وان كن لا يتقن الموسيقى ولم ينتسبن الى اي معهد او كونسرفاتوار. عارضات بين الشكل والصوت يرفض مكتشف النجوم والمخرج الشهير سيمون اسمر دخول كل عارضة ازياء عالم الغناء، الاّ انه يعارض ايضاً الحكم المطلق على فشل كل من ارادت خوض التجربة، ويرفض اعتبار مايا نصري عارضة ازياء ويصنفها في خانة "الوافدات" جديداً على المهنة، ويقول: "مايا لم تحترف عرض الازياء. اما الاخريات فلسن بمغنيات وانما مجرد اشكال جميلة" ويضيف: "لا يمكن ان نحكم عليهن بالمطلق فهن لم يولدن عارضات ازياء ولهن الحق بخوض التجربة وأنا لا اعرف ما اذا كن ينفعن كمغنيات ام لا، فهن لم يدخلن عبر مكتبي فاذا كانت اصواتهن فعلاً جميلة، لم لا نمنحهن الفرصة؟ اما اذا كن جميلات فقط فالافضل ان يبقين في عرض الازياء كصور صامتة لا صوت لها". التكنولوجيا تجعل كل شيء ممكناً مدير المبيعات والتسويق في شركة "روتانا" للانتاج الفني في بيروت خالد آغا قال: "في روتانا مطربون ومغنون، هيفاء وهبة أشهر عارضة ازياء في لبنان والوطن العربي وشعبيتها كبيرة جداً، تتمتع بصوت جيد، ما جعلنا نختارها لانتاج ألبوم لها"، ويلفت الى ان "السوق يريد هذا النوع من الموسيقى والتكنولوجيا المتوافرة في ايامنا هذه تساعد كثيراً في صناعة الاغنية، ومع وجود توزيع رائع وموسيقى وكلمات جميلة يُضاف اليها صوت ليس بالسيئ، اجتمعت العوامل لتقدم هيفاء عملاً جميلاً"، وأضاف آغا "لم يُنتج ألبوم هيفاء ليستمع إليه في امسيات طربية، وانما في السهرات والحفلات الراقصة، فهو يتضمن اغنيات خفيفة على السمع وستلقى رواجاً". ويلفت آغا الى أن التكنولوجيا وعدم الاعتماد على الغناء مباشرة وإنما على التسجيل "تجعل كل شيء ممكناً". من جهتها تقول هيفاء وهبي: "تسرب خبر رغبتي في الغناء قبل عامين فصار الجميع يريد الغناء، ربما غنت بعض العارضات قبلي لكنني صاحبة المبادرة اولاً". وتضيف: "قلدنني في الشكل، واليوم يردن تقليد موهبتي". وتدافع هيفاء "عن حقها" كحسناء غير متخصصة في الغناء فتقول: "كابريس غنت وفيكتوريا سيلفستر وغيرهما، نجحن ام لم ينجحن ليس هذا هو الموضوع"، وتضيف أنها انكبت على دراسة الموسيقى والالقاء منذ ابدت رغبة في طرح اسطوانة لها، مؤكدة أن موهبتها الغنائية "لطالما كانت موجودة، وكان ينقصني الجرأة ومن يضيء لي دربي من اصحاب الاختصاص والمنتجين. رؤيتي لمستقبلي الغنائي اتضحت مع لقائي بهم". وتمضي هيفاء في الدفاع عن تجربتها هذه فتسأل: "لمَ الرغبة في سحق كل موهبة؟ ليس من العدل اعتبار الصحيح خطأ والخطأ خطيئة. ربما لو كنت قبيحة وغير ناجحة ولا املك شعبية معينة لما تعرضت للانتقاد"، وتضيف: "العمل الجميل سيبقى والحمد لله فألبومي يلقى صدى ايجابياً". سيرين عبدالنور: مايا نجحت وهيفاء "لوك" جديد عارضة الازياء اللبنانية الشهيرة سيرين عبدالنور، سيدة الاعمال التي تملك وشقيقتها وكالة "ستايل" لعرض الازياء، فاكتشفت اخيراً أنها تصلح لأن تكون مغنية، مؤكدة ان صوتها جميل "بشهادة اصحاب الاختصاص"، سيرين التي دخلت عالم التمثيل العام الماضي من خلال مسلسل "وغداً يوم آخر" لا تريد ان تفوت فرصة العمل في أي مجال فني، وبرأيها أن على الإنسان أن يجرب كل الفرص المتاحة له، "ومن منحه الله نعمة الصوت والشكل الجميلين من غير العدل ان يضيعهما"، لتستدرك بالقول: "لا اعني ان اياً كان ومهما كان مجال عمله يحق له تجربة حظه، فكثيرات دخلن مجال التمثيل والتقديم وفشلن وهن من اختصاصات مختلفة ليس فقط من العارضات، لكن ثمة من نجحن ايضاً وان كن قليلات". وتعتقد أن "لا ينتقدنا الا من لديه مشكلة، انا شخصياً اتمنى الخير لكل الناس ولم افكر مرة واحدة بمن سيغني ومن لن يغني. مايا نصري نجحت وهيفاء "لوك" جديد وأنا لا احد يعرف صوتي.. لم الحكم المسبق اذا؟" وتضيف: "لا اقدم على أي خطوة في حياتي ما لم اكن متأكدة منها. تجربتي في التمثيل كانت موفقة برأي الناس واصحاب الاختصاص، نجحت في عرض الازياء، وصوتي جميل ودربته منذ كنت تلميذة اغني في حفلات المدرسة" وعلى رغم ذلك لم تقدم سيرين من قبل على خطوة الغناء "لانني لم اكن اتخيل نفسي واقفة على المسرح كمغنية الى ان تلقيت تشجيع اصحاب الاختصاص". وتتابع: "اذا فشلت، لن يشكل الامر مشكلة، سأخرج وأقول: آسفة، فشلت. لكنني سأكون جربت حظي. واذا نجحت ادحض الاقاويل". وتختم بالقول: "لن اغني كما المطربين الكبار، ومن لن يحب صوتي ليس مجبراً على الاستماع إلي". والعارضة رولا سعد موجودة حالياً في مصر منذ الربيع الماضي وتعود قريباً الى لبنان بعدما انتهت من وضع اللمسات الاخيرة على ألبومها، وقالت شقيقتها زينة: "اصواتنا جميعاً في العائلة جميلة، ورولا اكتشفتها شركة هي الاهم في عالم الانتاج عالم الفن وهي الشركة التي يعمل معها عمرو دياب ونوال الزغبي، ما يعني انهم لو لم يثقوا بموهبتها لما ضموها الى فريقهم". وتضيف: "غداً تطرح رولا الاسطوانة ويتعرف الجميع الى صوتها"، مؤكدة أنها لم تتعرض لانتقادات سلبية "بل لاقت كل تشجيع، وفي النهاية لن يصح الا الصحيح".