نظم مئات من الطلاب تظاهرة في طهران أمس، طالبوا فيها بحرية التعبير والإفراج عن المعتقلين السياسيين. وحمل المتظاهرون داخل حرم جامعة طهران، صوراً لزملائهم المعتقلين، ورددوا هتافات تطالب باستقالة الرئيس محمد خاتمي وأخرى مناوئة لمرشد الجمهورية علي خامنئي الذي يتزعم التيار المتشدد. وجاءت التظاهرة لمناسبة يوم الطالب الذي يتم إحياؤه سنوياً، في ذكرى مقتل ثلاثة طلاب خلال تظاهرة عام 1970 احتجاجاً على زيارة الرئيس الأميركي في حينه ريتشارد نيكسون. وفرضت الشرطة تدابير أمنية صارمة للحيلولة دون وقوع اشتباكات بين الطلاب وبين الإسلاميين الذين احتشدوا أمام الحرم الجامعي. وكعادتهم ردد الطلاب المتظاهرين أمس، هتافات مناهضة للتيار المحافظ مثل: "أطلقوا كل المعتقلين السياسيين" و"الموت للاستبداد"، لكن تحركهم تميّز هذا العام بدعوتهم إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقررة في شباط فبراير المقبل. ولوحظ أن خاتمي الذي كان التيار الطالبي محسوباً عليه في الماضي، لم يحضر فاعليات "يوم الطالب"، في إشارة إلى تصدع متنام في العلاقة بينه وبين الطلاب. الذين حرصوا هذا العام على النأي بأنفسهم عن تياره، آخذين عليه ميله إلى تفادي الاصطدام بالتيار المتشدد، ما ينذر بخسارة الإصلاحيين قاعدة تأييد مهمة داخل الجامعات والمعاهد. وقال متين مشكيني أحد قادة الطلاب ل"رويترز" إن "الإصلاحيين استخدموا أصواتنا أداة سياسية ثم نسونا، ولم يحققوا ما وعدونا به". وأضاف: "لن ينال خاتمي وحلفاؤه تأييدنا نظراً إلى تقاعسهم عن استغلال الفرص لدفع الإصلاحات" إلى الأمام. وكان الطلاب في السنوات الأخيرة تقدموا تظاهرات الاحتجاج ضد المؤسسة الدينية المحافظة، ووجدوا أنفسهم في غالب الأحيان، في مواجهة متطوعين موالين لرجال الدين المحافظين. واعتقل عشرات منهم خلال تظاهرات حاشدة أخيراً. ويطالب الطلاب بإجراء استفتاء من أجل تعديل الدستور لمصلحة هيئات منتخبة بشكل ديموقراطي بدلاً من القمع السياسي من طريق ملاحقة الصحافة واعتقال المنشقين والصحافيين. ويخشى النظام الحاكم بما في ذلك خاتمي، من أن تفضي تلك التحركات إلى تقويض النظام الإسلامي وإحلال نظام علماني مكانه. يذكر أن الطلاب لعبوا دوراً رئيساً في فوز خاتمي الساحق على منافسيه المحافظين في انتخابات عام 1997 وإعادة انتخابه عام 2001. لكن مكتب دعم الوحدة وهو أكبر حركة طالبية في إيران سحب تأييده السياسي لخاتمي، نظراً إلى تفضيل الأخير "التغيير التدريجي" في البلاد، في مواجهة معارضة قوية لذلك من جانب متشددين أقوياء يسيطرون على هيئات رئيسة غير منتخبة مثل القضاء ومجلس الرقابة على الدستور. وتواجه حركة خاتمي الإصلاحية اختباراً صعباً في الانتخابات البرلمانية المقررة في شباط فبراير المقبل، فيما يأمل أركانها في أن يعيد الطلاب النظر في موقفهم، وينضموا إليها في اللحظة الأخيرة. ضرب نائب إصلاحي إلى ذلك، قال رئيس البرلمان الإيراني مهدي كروبي إن السلطات اعتقلت خمسة متشددين لاعتدائهم بالضرب على عضو إصلاحي في البرلمان، في هجوم ينظر إليه على أنه تهديد بالقوة قبل الانتخابات البرلمانية. وهاجم المتشددون النائب محسن ميردامادي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان ولجنة الأمن القومي في مدينة يزد يوم الجمعة الماضي. ونشرت صحف صوراً لميردامادي بعدما أصيب بكدمات، وكان الأطباء يقدمون له الرعاية الطبية. وقال كروبي أمام النواب في كلمة نقلها التلفزيون: "اعتقل خمسة، وهذا الهجوم إهانة للبرلمان". ونقلت صحيفة "ياس أي نو" الإصلاحية عن ميردامادي قوله إن 40 هاجموه أثناء إلقائه خطاباً. وأضاف أنه يعتقد بأن أحد المهاجمين كان يطلق أعيرة نارية في الهواء.