أحرج الاصلاحيون الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني فأخرجوه من البرلمان، ولكن بإرادته، إذ أعلن تخليه عن مقعده في مجلس الشورى، بسب "حملة الدعاية المنظمة" ضده، وذلك عشية انعقاد المجلس الجديد اليوم السبت. وعدّ مراقبون خطوته هذه بمثابة "إعلان حرب" على التيار المعتدل. راجع ص2 كانت الحملة شديدة ومركزة أثناء الانتخابات التشريعية التي حصلت في شباط فبراير الماضي، واستمرت بعدها منتقدة سياسة رفسنجاني غير مكترثة بانجازات عهده. وكثف أنصار الرئيس محمد خاتمي هجماتهم على رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام للحؤول دون وصوله إلى البرلمان، إذ يشكل أكبر منافس لهم على رئاسته، ويعتبره حزب جبهة المشاركة الإصلاحي، سفينة نجاة المحافظين الذين فقدوا غالبيتهم البرلمانية. ويعني تنحي رفسنجاني ان المنافسة على رئاسة البرلمان ستنحصر بالتيار الإصلاحي ذاته، مما سيفتح هامش المناورة أمام حزب جبهة المشاركة للدفع بترشيح أحد أعضائه محسن ميردامادي لينافس مهدي كروبي الأمين العام لرابطة علماء الدين المناضلين التي ينتمي إليها خاتمي. وكان الحزب يدفع بترشيح بهزاد نبوي مستشار الرئيس، إلا أن نبوي رفض ترشيح نفسه. وأوضح ل"الحياة" نائب إصلاحي ان فرص كروبي تبدو حتى الآن الأوفر حظاً، إذ سيدعمه نواب رابطة العلماء وحزب كوادر البناء المقرب من رفسنجاني، كما أنه سيكون الخيار الوحيد أمام الأقلية المحافظة في البرلمان الجديد. وقال النائب الاصلاحي إن رئاسة البرلمان ستحسم في جلسة اليوم. وتوقع أن يترشح محمد رضا خاتمي لمنصب نائب الرئيس، وان بهزاد نبوي على استعداد أيضاً لترشيح نفسه نائباً للرئيس. مما يعني أن الرجلين قد ينتخبان نائباً أول ونائباً ثانياً للرئيس، إذا اختار أعضاء مجلس الشورى كروبي رئيساً. أما إذا انتخب محسن ميردامادي رئيساً، فيتوقع ان ينتخب أحد أعضاء رابطة العلماء المناضلين نائباً أول له، ويرجح ان يكون مجيد أنصاري الذي كان يقود الكتلة البرلمانية الاصلاحية في البرلمان السابق. وكان رفسنجاني قال: "اني اطلب المعذرة من الشعب، ولكن نظراً إلى حجم الحملة ضدي أرى نفسي مضطراً إلى التخلي عن مقعدي". ورأى "ان أعداء الداخل والخارج استفادوا من ذلك لبث سمومهم ضد أصل النظام الإسلامي، وانجازات الثورة ومرحلة الدفاع المقدس"، أي الحرب العراقية - الإيرانية. واعتبر ان تدبير المرشد الأعلى آية الله خامنئي "كان الحائل دون ظهور مشاكل سياسية واجتماعية"، وذلك في إشارة إلى دور المرشد في منع إلغاء نتائج الانتخابات، وتأكيده عدم خروج المنافسة السياسية إلى حد المنازعة. وجاء رفسنجاني في المرتبة العشرين في النتائج الجديدة التي أعلنها المجلس الأسبوع الماضي، بعدما كان في المرتبة الثلاثين وفق نتائج وزارة الداخلية. ويرجح ان يحصل الإصلاحيون بعد تنحيه على 29 مقعداً من مقاعد طهران الثلاثين.