جددت البلدان المغاربية مخاوفها من الإنعكاسات السلبية لتوسيع الإتحاد الأوروبي إلى عشرة أعضاء جدد الربيع المقبل. وركز بيان تونس الصادر أمس في ختام اعمال قمة "حوار 5"5" الاوروربية المتوسطية على "أهمية ترافق مسار التوسعة مع جهد أوروبي مواز لدعم الضفة الجنوبية من الحوض الغربي للمتوسط". وحضوا على إرساء "شراكة شاملة ومتضامنة ومتوازنة تستند الى مبادئ حسن الجوار والإحترام والثقة المتبادلة". وكرر البيان المبادئ العامة المعروفة عن الأمن ومكافحة الإرهاب والهجرة السرية من دون الإتفاق على خطوات عملية في النقطتين الرئيسيتين من جدول الأعمال. واكتفت القمة في هذا السياق ب"أخذ العلم" بمشروع "ميثاق السلم والإستقرار في الحوض الغربي للمتوسط" الذي قدمته ليبيا من دون مناقشته. وأظهرت الكلمات التي القيت في الجلسة الإفتتاحية مساء الجمعة والجلسة الختامية أمس توافقا في شأن قضايا التعاون الإقليمي إلا أن الخلافات الثنائية بين البلدان المغاربية، خصوصا الجزائر والمغرب، لم تحل بعدما حال الإحتقان السائد دون عقد قمة بين الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والملك محمد السادس مثلما كان متوقعا على رغم الجهود التي بذلها الرئيسان جاك شيراك وزين العابدين بن علي، خصوصا خلال المأدبة التي أقامها الرئيس التونسي على شرف نظرائه المغاربة عشية افتتاح القمة والتي غاب عنها العاهل المغربي بسبب وصول طائرته في ساعة متأخرة. وعلى رغم تأكيد وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحيى أن الرؤساء العشرة اتفقوا على مبدأ دورية القمم فإنهم لم يستطيعوا التفاهم على تاريخ القمة المقبلة ولا على مكانها، ما أشار الى أن الخلافات المغاربية ستعطل مسار "5"5" مثلما شلت الإتحاد المغاربي. وقال شيراك في الكلمة التي ألقاها خلال الجلسة الختامية ان القمة سمحت بتوجيه "دعوة قوية إلى إعادة اطلاق بناء اتحاد المغرب العربي" و"مواصلة التقارب بين الاتحاد المغاربي والاتحاد الأوروبي". ووصف القمة بأنها مرحلة تاريخية على صعيد تطوير مجموعة الحوار "في ظل الأوضاع الدولية الصعبة التي تطغى عليها الأزمات الاقليمية وعدم التفاهم". أما الرئيس التونسي الذي حقق كسباً أكيداً من خلال مبادرته إلى عقد القمة واستضافتها، فأكد في كلمته الختامية أن "لا خيار لمنطقتنا إلا بالعمل الجماعي المتكاتف والمتضامن في إطار ما يفرضه المصير المشترك لحوض غرب المتوسط". واكد البيان الختامي التوافق على مبادئ لتعزيز اجراءات الثقة في المجالات كافة والتشديد على أن توسيع الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يترافق مع جهد موازٍ لدعم دول جنوب المتوسط. وتطرق إلى إدانة الإرهاب بكل أشكاله، ودعا إلى ضم الجهود لمكافحته، مؤيداً اقتراح الرئيس التونسي بالدعوة إلى مؤتمر دولي في هذا الشأن في إطار الأممالمتحدة. وأشار إلى مشروع ميثاق من أجل الأمن والاستقرار في المنطقة تقدمت به ليبيا، وإلى اقتراح بن علي انشاء منتدى متوسطي للاستثمار. وأكد ضرورة تعزيز الاندماج الاقليمي والتعاون الاقتصادي ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وتكثيف التعاون في المجالين الاجتماعي والإنساني وتعزيز التشاور السياسي وحوار الحضارات.