يرتعشُ المساءُ على كتفِ شوك. يزعجُ الوخزُ شقوقاً منسيّة... ولا جسدْ! غريباً كبريّةٍ تضطجعُ على بياضٍ مُرتبْ. ملاكٌ منفوخٌ يأتيني. يُلبسني سرابَ الليلِ... ولا جسدْ! عاشقاً من دونَ غدٍ يُحددني. أُركبُ الأشياءَ باهتةً وواضحةً. أسكنُ الحبرَ وأُبحرُ راقصاً وحيداً... ولا جسدْ!! موجوداً ومعترفاً بواجدٍ يسكنني ويُلهيني بأحلامٍ بلا مساحةٍ أو عددْ. يحدقُ بي لابساً أزرق لا ينتهي وأختزلهُ في امرأةٍ. أنهضُ كعَتْمَةٍ أو أُرتبُ مسافاتي. لا أحدْ أو حتى كوناً يشاركني السفرْ. أُوشكُ على قراءةِ بحرِ معرفةٍ وعيناها نكرة. مغادراً يمضغني الألقُ. يبلعُني الوقتُ. أجرحني ساقياً رأسي حنينَ الأبدْ. أرفسني وهماً مملاً. أجلسُ مشاهداً حقيقتي... ولا جسدْ!! عائداً من ناري. أدسُّ ألحانَ الضلوعِ. تقرصني الأساطير أو الفلسفة. تنهكُ الصورة صورتي وكم قاسياً أن يغيبَ عن بالِكَ معناكَ. عابثاً بي وذراعايّ لون المواءْ. أتفقدُ كلُّي الذي فوقَ صمتِ الظلِّ يزهو. كيف تلوّحُ اضاءةٌ للرُّوحِ فيما الباب مغلقٌ. أنسلخُ عني. بادئاً بهجرةِ أنفاسي. تاركاً صحوة الكواكب للكواكب. جالساً على هدوئي. أرسمُ خارطةَ دماغي مُعتقداً أنَّ نهايةَ الكتابِ بداية الإقامةِ. أخشى على نفسي من نَفَسها ونفْسِها. أحفظُ بطنَ معرفتي من غذاءِ الشيخوخة المبكرة وأحفظُ طفولتي من جزرِ المحنة ومدِّها وأخفضُ صوتي. أطيرُ عالياً وأنتهي لحقيقةٍ هي: لا جسدْ!! مُباركاً جسدي بدموعِ اللهفة، أُعمِّدُ ميتتي الموقتة تحت سقفي المتذمر. هكذا، أُؤكدُ برودةَ الحياةِ من دونكِ وأكثرُ من صلواتي. أُواصلُ موتي. أجعلُ أرضيَ وابلاً منْ حُبٍّ. أُكثر لآلئها وأُعلي صوتها الذي لا يصدقُ. وتغني من أجلِ الاغتراب شفاهُ المُمكنِ. وكذلك المُطلق. تنقي الأبواقُ دويّها وتعادلُ المواعيد وقتها الخفيّ. أنضجُ بلا مبرّرٍ. يا اللهُ: لماذا كانَ ميلادي مبكِّراً؟! لماذا لا آخذُ إجازةً لكي أبدأَ جديداً من دونَ اسمٍ/ من دون ألمٍ وخيبةْ/ من دونَ رمحٍ مغروسٍ في قلبي؟ اجهضي حلمي الآن إن شئت... فلا جسدْ!