أمس - في عز البرد - هجم علينا (الحر) بلا مناسبة.. وكأننا في يوم من أيام (برج الأسد) الذي يلتصق فيه الثوب بالجسد!.. غريبة (جدة)!.. كأنها تعيش في كوكب آخر لا علاقة له ب(يناير) ولا (فبراير) ولا (شباط) شهر عياط ومواء القطاط! قبل أن ينقلب (الجو) كنت قد أعددت نفسي أمس لأتلبَّس إحساس الشعراء.. ولأعرف ما إذا كان هناك شعراء (للصيف) وشعراء (للشتاء) وإن كنت (متأكداً) بأنهم (يحبّون) في الصيف ويحبون في الشتاء، ولا يضيعون وقتهم أبداً..! تمنيت أن أقعد بجوار الموقد.. في الركن ذات المقعد الذي تركه (نزار).. الملم (بقايا من بقاياه).. واتصفَّح جريدته التي تركها (في الركن مهملة)، لأتعرف على ذلك اليوم الذي طرَّز فيه آخر نجمة في فستان (بلقيس).. وأسترجع صوت نحيب آخر امرأة مجهولة: يا مَن على جسر الدموع تركتني أنا لست أبكي (منك) بل (أبكي عليك)!