رأت مصادر ديبلوماسية في اختيار وزير الخارجية الاميركي كولن باول مراكش لقضاء ليلة الثلثاء، في نطاق جولته المغاربية التي بدأت في تونس مؤشراً الى اهمية المحادثات التي سيجريها مع المسؤولين المغاربة، خصوصاً قضية الصحراء ومحاربة الارهاب والمساهمة في دور نشط في عملية السلام في الشرق الأوسط. وتوقعت المصادر ان تركز محادثات باول مع العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم على عناوين رئيسية ذات علاقة باستقرار الأوضاع في شمال افريقيا. لكن المغاربة يرهنون ذلك بمسارين يطاول الأول تكريس حل ديموقراطي لنزاع الصحراء في نطاق منح السكان مزيداً من الصلاحيات تحت سيادة المغرب، والثاني المضي في الاصلاحات. وطلبت الرباط من الادارة الاميركية في وقت سابق التدخل من أجل تحسين العلاقات مع الجزائر وفق مقاربة تقوم على حل نزاع الصحراء ثنائياً. وجاء رد الرئيس جورج بوش على رسالة المغرب في هذا النطاق مركزاً على تشجيع الحوار بين البلدين، ما اعتبره مراقبون بادرة تفهم اميركي، في وقت كانت فيه العلاقات المغربية - الاميركية تميل الى نوع من الحذر قبل ان يعلن بوش انه ضد فرض أي حل على المغرب في الصحراء. وتوقعت المصادر ان يكون الموقف المغربي من هذه التطورات في صلب المحادثات التي سيجريها باول في الجزائر مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. ويلتقي الموقف المغربي والاميركي عند اعتبار الحرب على الارهاب "أولوية" في المرحلة الحالية. وقال مسؤول مغربي بارز ل"الحياة" ان خطوات التنسيق بين البلدين في هذا المجال قطعت أشواطاً بعيدة. وسيجدد المغرب أمام باول استعداده للقيام بدور في حل أزمة المنطقة، في ضوء اجتماعات سابقة مع وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم.