ذكرت مصادر ديبلوماسية في الرباط ان بادرة باريس لاستباق جولة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى شمال افريقيا، من خلال تجديد الدعوة الى تحسين العلاقات السياسية بين المغرب والجزائر تندرج في سياق محاولات لاحتواء ضغوط اميركية محتملة، قد تتضمنها زيارة باول الى العواصم المغاربية لناحية الربط بين الحرب على الارهاب والمضي اكثر في الاصلاحات السياسية والاقتصادية المرتبطة بالديموقراطية. لكنها شددت على ان ادارة الرئيس جورج بوش تسعى من خلال هذه الزيارة، التي تعتبر الأولى من نوعها لوزير الخارجية الاميركي الى الجزائر وتونس، الى الربط بين متطلبات الاستقرار السياسي وتسوية النزاعات الاقليمية، وفي مقدمها قضية الصحراء المغربية التي دخلت خط المنافسة بين فرنسا واميركا بالدرجة الأولى. وسبق للرباط التي وصفها الرئيس الاميركي في خطاب في 6 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، انها أحرزت تقدماً في المسار الديموقراطي، ان رهنت الحل السياسي لنزاع الصحراء بحل ديموقراطي يمكن السكان من التعبير عن الرغبة في الاندماج مع الغرب وفق الطبعة الأولى لاقتراحات الوسيط الدولي جيمس بيكر. وتنظر الرباط الآن الى زيارة باول باعتبارها تطوراً سياسياً لجهة بلورة موقف اميركا من قضايا منطقة شمال افريقيا والدور المحتمل للمغرب في أزمة الشرق الأوسط، خصوصاً ان مشاركة المستشار اندريه ازولاي، المتحدر من أصول يهودية في اجتماع جنيف أمس لها علاقة بوساطة سابقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين ايدتها اميركا. وتوقعت المصادر ذاتها ان يبحث باول في زيارته الى المغرب في خطة متكاملة لدعم الاستقرار السياسي والمضي قدماً في الحرب على الارهاب وحشد التأييد المغاربي للمنظور الاميركي لمستقبل العراق.