أعلن الجيش السوداني أمس انه صد هجوماً جديداً من متمردي دارفور على منطقة كلبس المتاخمة للحدود التشادية في غرب البلاد، فيما أعلن المتمردون قتل أكثر من 160 جندياً واسقاط 3 طائرات في معارك استمرت يومين في المنطقة. وفي غضون ذلك يتجه البرلمان السوداني غداً الى تمديد حال الطوارئ ستة أشهر بدلاً عن عام كما طلب الرئيس عمر البشير. وأوضح بيان من مكتب الناطق باسم الجيش ان القوات الحكومية "صدت محاولة يائسة أخرى نفذتها عصابات النهب والتخريب على مدينة كلبس في ولاية غرب دارفور". وأكد ان الجيش ومتطوعي "قوات الدفاع الشعبي" "ردوا القوة المهاجمة على أعقابها وكبدوها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات". وذكر انها "خلفت وراءها قتلاها وجرحاها وأسراها ومعظم عتادها من الأسلحة والذخائر والمركبات". واتهم المهاجمين بخدمة "أهداف اجنبية معادية لاستقرار وأمن ووحدة السودان واستغلال البسطاء لتحقيق أهدافهم". وجدد الدعوة الى المتمردين لتحكيم "صوت العقل والعودة الى طاولة المحادثات" في اطار اتفاق أبشي الذي وقعه الطرفان في أيلول سبتمبر الماضي. واتهمت مصادر شبه رسمية في بيان وزع على الصحف عواصم غربية لم تسمها بحض متمردي دارفور على تحقيق "نصر ميداني مهما كان ثمنه قبل عودتهم الى طاولة المحادثات"، ورأت ان "العمليات الانتحارية للمتمردين تأتي تنفيذاً لرغبة تلك العواصم". واعتبر وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أمس ان "ما يقوم به متمردو دارفور عمل ارهابي" ودعا الى ضم تنظيماتهم الى لائحة المنظمات الارهابية. وانتقد ربط المتمردين للأحداث في دارفور بمحادثات السلام الجارية في نيافاشا بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" ومحاولتهم تدويل القضية، موضحاً أنه اطلع السفير البريطاني في الخرطوم وليم باتي أمس على تطورات الأوضاع في دارفور. الى ذلك، يتجه البرلمان السوداني الى تمديد حال الطوارئ المفروضة على البلاد منذ نهاية العام 1999 ستة أشهر على رغم طلب الرئيس عمر البشير لمدها عاماً كاملاً. وفي أسمرا، أكدت مصادر متمردي دارفور ان المعارك العنيفة استمرت يومين في منطقة كلبس التي تبعد مسافة 40 كيلومتراً الى شمال غربي مدينة الجنينة على الحدود مع تشاد. وروى شهود ان "حركة العدل والمساواة" "شنت هجوماً على القوات الحكومية في المنطقة وأن القوات الحكومية تمكنت من صد الهجوم". وقالوا ان القتال "تجدد أول من أمس بقيام حركة تحرير السودان بدعم حركة العدل والمساواة". وأكدت المصادر "انسحاب القوات الحكومية من المنطقة ومعاودتها الهجوم مجدداً". وقال الأمين العام ل"حركة تحرير السودان" منى ادكو مناوي ان قواته "قتلت 160 جندياً حكومياً في الهجوم على كلبس واسقطت مروحية وأصابت مروحيتين أخريين". وأصدرت "حركة العدل والمساواة" بياناً صحافياً أشارت فيه الى "تدمير قوات حكومية واسقاط مروحيتين".