دعوة الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس الى "الحرية والتغيير" ستتجدد في مسارح سورية والمانيا مشفوعة باطلاق "الحوار" العربي - الاوروبي، وباعتبار ان العالم صار "اكثر جوعاً" الى الحرية والتغيير بعد سبع سنوات على رحيل الكاتب. سيطلق ونوس "مبادرته" الجديدة بموجب اتفاق بين "مديرية المسارح" الحكومية ومسرح كولونيا الالماني بدعم من وزارتي الخارجية في البلدين لتقديم عرضين لمسرحية "طقوس الاشارات والتحولات" باللغتين العربية والالمانية في منتصف نيسان ابريل المقبل في دمشق، وفي منتصف ايلول سبتمبر المقبل في عدد من المسارح الالمانية مع مشاركة المديرية في معرض الكتاب الدولي في فرانكفورت. وكان المخرجان العراقي عوني كرومي والالمانية فريدريكا فيلبك وقعا خلال زيارتهما لدمشق في الايام الاخيرة اتفاقاً مع وزارة الثقافة السورية لانجاز هذا المشروع الذي قال عنه كرومي انه "يساهم في الحوار العربي - الاوروبي باعتباره شكلاً من اشكال التبادل والحوار المعرفي" بين الطرفين. ويقدم ونوس "طقوس الاشارات والتحولات" 1995 الانقلابات الجذرية التي حصلت في حياة شخصيات المسرحية ال23 بفضل حرية البوح والتعبير في عوالم السياسة والحب والدين. واوضح كرومي ان الكاتب الراحل "استطاع ان يتحدث عن ازمة العصر والتحولات النفسية والاجتماعية والفردية التي هي انعكاس للتحولات التي تجري في العالم، عبر النقد الذاتي والاجتماعي". وكانت الفنانة القديرة نضال الاشقر قدمت هذه المسرحية في العام 1996 في مسرح المدينة في بيروت. ولم تستطع عرضها في مسارح دمشق لما فيها من نقد سياسي وديني واجتماعي. لكن مخرجي المسرحية في صدد "تغيير بعض شخصيات المسرحية من دون أي تأثير في مضمون" ما كتبه ونوس. وقالت فيبلك ل "الحياة" ان "جوهر المسرحية هو التحول والتبادل بين الشخصيات بفضل الحوار في ما بينها"، ما يفسر اسباب انضواء هذا المشروع ضمن مبادرة وزير خارجية المانية يوشكا فيشر لاطلاق برنامج "الحوار مع العالم الاسلامي" بعد احداث 11 ايلول، باشراف السفير الالماني السابق في دمشق غونتر مولاك. واضافت: "صورة العرب صارت كارثية بعد هذه التفجيرات، لذلك لا بد من الحوار وتشجيع الحرية عبر مبادرات عدة بينها عرض هذه المسرحية التي تحكي عن التغيير في اجيال من المتعلمين في مجتمع لا يشعر بالحرية: حرية الفرد ان يقول ما يريد ويفعل ما يريد"، لافتة الى ان عرضها على المسارح العربية "سيكون نقلة ثورية لأن المسرح يطرح للناس خيارات في حياتهم واهمية اتخاذهم قرارات جريئة: قرارات علنية وليس سرية..."، قبل ان تختم بأن "المسرح حق من حقوق الانسان، كان يمثل دائماً فرصة للمعارضة والتعبير". وكان ونوس قاوم اصابته بمرض السرطان عبر مواصلته الكتابة فأنجز عدداً من المسرحيات بينها "طقوس الاشارات والتحولات" و"ممنمات تاريخية" و"الاغتصاب" و"يوم من زماننا" و"الايام المخمورة" قبل رحيله في منتصف العام 1997.