جددت الجزائر رغبتها في التخلص من رئاسة الاتحاد المغاربي، وعرضت مجموعة من البدائل التي قد تضطر إليها لنقل الرئاسة الدورية للاتحاد إلى بلد مغاربي آخر. وأوضح مصدر جزائري تحدث إلى "الحياة"، أمس، ان "التحضيرات جارية لعقد القمة الأسبوع المقبل مهما كانت التطورات"، لافتا إلى أن "غياب الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع لا يشكل عقبة في نقل الرئاسة الجزائرية للاتحاد إلى بلد آخر". وذكّر بأنه من مجموع القمم الست المنعقدة منذ 1989 لم يحضر جميع زعماء الدول المغاربية سوى قمتي مراكش وتونس. وأفادت مصادر مطلعة ان الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني اعتذرا للرئيس الجزائري عبدالعزيز بلخادم عن حضور قمة الاتحاد يومي الثلثاء والأربعاء المقبلين في الجزائر، في حين لا يزال الترقب يكتنف الموقف من مشاركة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وأضافت هذه المصادر ان الملك محمد السادس أطلع وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم على نيته عدم المشاركة في القمة لاعتبارات متصلة بموقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية واقتناع الرباط بأن القمة "تحتاج إلى المزيد من التحضير". ويُرجّح ان يمثله وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى. كما أصبح في حكم المؤكد غياب الرئيس الموريتاني ولد الطايع الذي أبلغ مدير الديوان في الرئاسة الجزائرية الجنرال العربي بلخير عدم مشاركته في القمة ل"أسباب خاصة". ولم يحصل الوزير بلخادم على جواب واضح من العقيد القذافي في شأن مشاركته. وقال أكثر من ديبلوماسي مغاربي تحدثت إليهم "الحياة"، أمس، ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الوحيد الذي أكد مشاركته في القمة، وان حضور الزعيم الليبي أو غيابه سيحسم في موضوع انعقاد القمة أو تأجيلها مرة أخرى. وأكد الوزير بلخادم في تصريحات صحافية ان "تحرر الجزائر من رئاسة الاتحاد المغاربي سيساهم في انفراج العلاقات مع المغرب". واعترف بأن هذه العلاقات عرفت في الفترة الأخيرة "الكثير من التوتر والاضطراب". وجدد اقتناعه بأن المهم بالنسبة الى الرئاسة الجزائرية للاتحاد هو "حضور الدول وليس الأشخاص". وانتقد ربط نجاح القمة بحضور الملك المغربي محمد السادس. وكشف مصدر مطلع ان الجزائر "عازمة على نقل الرئاسة الدورية إلى بلد مغاربي سواء حضرت ليبيا أم غابت عن أشغال الدورة". وقال مصدر آخر: "ليس المهم حضور القادة لنقل الرئاسة الدورية. هناك تفكير جدي في إصدار بيان تنقل من خلاله الرئاسة إلى ليبيا، وفي حال رفضها ستعود الرئاسة الدورية للاتحاد إلى المغرب وفقاً للتقاليد المعمول بها" وقال أحد المصادر ان ليبيا ترفض حالياً "التورط" في إدارة أي ملفات، مشيراً إلى تنازلها عن مقعدها في مجلس الأمن للجزائر التي تليها في القائمة، مما يرجّح أن الرئاسة المقبلة ستنقل إلى المغرب في حال رفضتها ليبيا، وهو أمر ترفضه على ما يبدو الرباط. ومنذ تفجر الخلافات بين الجزائر والمغرب سنة 1994، دخل اتحاد المغرب العربي حال جمود واُلغيت قمة مقررة في 1995، كما ألغيت قمة مماثلة في حزيران يونيو 2002 في اللحظة الأخيرة بسبب إعلان كل من الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني والزعيم الليبي عدم حضورهم. وفي وسط هذه الأجواء "السلبية"، انطلقت، أمس، جلسات الخبراء وكبار الموظفين لدول اتحاد المغرب العربي بحضور السفراء في الجزائر.