يبدأ رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي اليوم حملة إعلامية عربية تبرر قرار ارساله جنوداً إلى العراق، يبدأها بمقابلة مع قناة "الجزيرة". ويبحث المبعوث الرئاسي الأميركي جيمس بيكر في طوكيو مسألة الديون العراقية. وقال الأمين العام للحكومة ياسوو فوكودا خلال مؤتمر صحافي: "من المستسحن أن تستفيد اليابان من كل فرصة لتوضيح موقفها فنتفادى بهذه الطريقة أي سوء فهم". ولم يعط فوكودا تفاصيل اضافية عن المقابلة التي سيتم اجراؤها. وأفادت وسائل الاعلام اليابانية ان كويزومي ووزير الدفاع شيجيرو اشيبا سيجريان مقابلتين منفصلتين. ويتوقع ان يوضحا أن المساعدة المالية اليابانية للعراق بقيمة 5.1 بليون دولار ستستخدم أساساً لإعادة بناء المدارس واصلاح البنى التحتية المتضررة حسبما أعلن تلفزيون "ان اتش كاي" الياباني. ورأت الحكومة اليابانية ان من الضروري توضيح سبب ارسال قواتها، بالتوجه مباشرة إلى الشعب العراقي ودول الجوار. وعززت اليابان الشهر الماضي اجراءاتها الأمنية بعد تهديدات تنظيم "القاعدة" بشن هجمات عليها. وجاء في رسالة تحذير نسبت الى هذا التنظيم: "عندما تطأ قدم أول جندي ياباني الأراضي العراقية سيضرب تنظيم القاعدة قلب طوكيو. يمكننا تدمير اليابان بسهولة واليابانيون يعرفون ذلك". وكان اشيبا أكد الأسبوع الماضي ارسال فريق استطلاع من سلاح الجو متمركز في الكويت للمشاركة في عمليات نقل وتموين وللتمهيد لانتشار القوات في العراق مطلع العام المقبل. وفي 19 كانون الاول ديسمبر اتخذت الحكومة اليابانية قراراً تاريخياً بارسال قوات غير قتالية الى العراق. إذ يمنعها الدستور السلمي المعتمد عام 1946 من المشاركة في عمليات امن جماعي. وفي تموز يوليو صوت البرلمان على قانون خاص يجيز ارسال جنود يابانيين إلى العراق للقيام بمهمات انسانية ولوجيستية وطبية. وقتل ديبلوماسيان يابانيان في مكمن نهاية تشرين الثاني نوفمبر في شمال العراق. الى ذلك، اعلنت وزيرة الخارجية اليابانية يوريكو كاواغوشي أمس انها ستبحث في مسألة الديون العراقية بطريقة "بناءة" خلال زيارة بيكر الذي سيجول في اليابان وكوريا الجنوبية والصين بين 27 و30 الجاري لمناقشة تخفيف عبء الديون العراقية. وقالت وزيرة الخارجية في مؤتمر صحافي ان "نادي باريس سيبحث في مجموعة من الثوابت للتوصل الى كيفية ادارة الديون العراقية وستشارك اليابان بطريقة بناءة في المحادثات". واوضحت ان حجم الديون اليابانية للعراق يبلغ 03.7 بليون دولار اي في المرتبة الثانية بعد روسيا التي يبلغ حجم ديونها حوالى ثمانية بلايين دولار. يذكر ان حوالى ثلث الديون العراقية التي تقدر في مجموعها ب120 بليون دولار يعود الى الدول ال19 الاعضاء في نادي باريس الذي يضم الدول الغربية الكبرى وروسيا. وتجتمع هذه الهيئة التي انشئت في 1956 خلال اجتماع للدول الدائنة للارجنتين في باريس مرة كل شهر مع الدول المدينة للاتفاق على اعادة جدولة ديونها.