وافقت الحكومة اليابانية أمس على "خطة اساسية" تنص على انتشار جنود في العراق، وهو اول تدخل للجيش الياباني منذ 1945 في بلد في حال حرب. وسيتوجه بموجب الخطة حوالى 600 جندي إلى العراق خلال 12 شهراً اعتباراً من الاثنين المقبل. ودافع رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي أمس عن خطة حكومته، ساعياً الى طمأنة اليابانيين الذين يعارض غالبيتهم عملية انتشار من هذا النوع. وأكد في مؤتمر صحافي ان القوات اليابانية "لا تشارك في الحرب، ولن تستخدم القوة"، مشيراً الى ان "هذه الخطة ستستخدم لتقديم مساعدة انسانية لاعادة الاعمار ... من اجل مساعدة الشعب العراقي واصلاح الاضرار التي نجمت عن الحرب". وقال ان "اعادة التأهيل في العراق ذات اهمية كبرى بالنسبة الى استقرار الشرق الاوسط والمجتمع الدولي، وتتوافق ايضاً مع مصلحتنا الوطنية". وتعتمد اليابان على الشرق الاوسط في 90 في المئة من حاجاتها النفطية. واعتبر كويزومي ان الارخبيل "لن يقدم مساهمة مالية فحسب، بل مساهمة بشرية ايضاً بما في ذلك ارسال جنود". يذكر ان المساعدات اليابانية الموعودة تبلغ خمسة بلايين دولار حتى 2007. واعترف رئيس الوزراء الياباني بأنه "يدرك تماماً ان الوضع في العراق لا يزال غير آمن". وفي 29 تشرين الثاني نوفمبر قتل ديبلوماسيان يابانيان وسائقهما العراقي قرب تكريت شمال العراق، بعدما وقعا في مكمن خلال توجههما في سيارة رباعية الدفع من دون حماية مسلحة، للمشاركة في مؤتمر عن اعادة اعمار العراق. وهما اول ضحيتين يابانيتين في العراق منذ بدء الحرب في العشرين من آذار مارس. وأشارت استطلاعات الرأي الى ان غالبية السكان تعارض ارسال جنود يابانيين فوراً الى العراق. الى ذلك، تتدهور شعبية كويزومي وحكومته منذ اسابيع عدة بسبب السياسة التي ينتهجها حيال العراق. واشار آخر استطلاع اجرته شبكة التلفزيون الوطنية "ان اتش كي" ونشر الاثنين، وشمل 1056 شخصاً، الى ان دعم الحكومة سجل تراجعا بنسبة 10 في المئة وبلغ 46 في المئة مقارنة بالدعم الذي لقيته في تشرين الثاني. وللمرة الاولى منذ اذار تتراجع شعبية حكومة كويزومي الى دون 50 في المئة.