دفن عدي وقصي نجلا صدام حسين وحفيده مصطفى، منتصف نهار امس السبت في مقبرة العائلة في قرية العوجا مسقط رأس الرئيس العراقي المخلوع على أطراف مدينة تكريت، وشارك في مراسم الجنازة والدفن المتواضعة شيوخ العشيرة وتحت سمع وبصر قوات الاحتلال الأمريكية التي كانت تراقب الوضع عن كثب منذ أن قامت بتسليم الجثث صباحا الى الهلال الأحمر العراقي في بغداد الذي قام بنقلها في سيارة اسعاف الى العوجة ليتسلمها شيوخ عشيرة صدام. وفي الوقت الذي تهيل فيه العوجة ترابها على "شهدائها"، أصبح العراقيون يترقبون مصيرا مماثلا لأحد رموز العراق الحديث الذي دخل التاريخ بأقدام مخضبة بالدماء. وبعد 12 يوما من مقتلهم في هجوم أمريكي رفضوا فيه الاستسلام في أحد منازل الموصل في 22 يوليو / تموز الماضي، دفنت جثثهم وفق الشعائر الاسلامية على بعد 225 كلم شمال بغداد وتم ترتيبها في المقبرة من اليسار الى اليمين: قصي (36 عاما) وشقيقه عدي (37 عاما) ومصطفى نجل قصي (14 عاما) الى جانب قبر صبحة طلفاح والدة صدام حسين، بالقرب من شجرة نخيل في العوجة على بعد 225 كلم الى شمال بغداد. وفصل بين القبر والاخر متران، وغطي كل منها بعلم عراقي ووضعت شاخصة عند رأس وقدمي كل جثمان. وكان باب المدفن الواقع على مسافة عشرة كيلومترات من القرية مفتوحا وفي الداخل نحو عشرة رجال يصلون، بعضهم اغرورقت عيونهم بالدموع واخرون كانوا ينتحبون. واخفى أحدهم وجهه بكوفية ثم صعدوا جميعهم في باص صغير وذهبوا بدون ان ينبثوا بكلمة. وتوقفت سيارات عدة بصورة متكررة بالقرب من المدفن وقد جاء اصحابها لرؤية القبور بدافع الفضول او التأثر. ومنعت القوات الأمريكية الصحفيين من تصوير عملية الدفن. وذكرت المسؤولة المحلية في جمعية الهلال الاحمر في منطقة تكريت ثورة ابو بكر ان جثث عدي وقصي ومصطفى دفنت وسط التكتم، حيث نقلت الجثث بواسطة مروحية الى مطار تكريت عند الساعة 9.30 صباحا واتصل التحالف بي للحضور واستلامها. واضافت تتحدث لوكالة فرانس برس: اصطحبت افرادا من عشيرتهم واعمامهم الى القاعدة الجوية. واستلمت ثلاثة توابيت معدنية والاوراق، نقلنا الجثث الى مسجد المقبرة وصلينا عليها ودفناها في مقبرة العائلة. وانتهى كل شيء عند الساعة 12.30. واستطردت في الرواية: أبلغني التحالف والعشيرة بان اقوم بذلك سرا، موضحة أن كريم سليمان المجيد احد اعمام صدام وزعماء عشيرة عائلة صدام محمد الندا وعلي الندا شاركوا في الجنازة بالاضافة الى 150 شخصا آخرين. وقالت إنها اعلمت الخميس بتحضيرات الدفن وانها كانت صلة الوصل بين عائلة صدام وقوات التحالف. وكان نحو 40 من افراد العشيرة تجمعوا صباح أمس في المقبرة وقاموا بحفر القبور تحت أشعة الشمس الحارقة بينما كانوا يرددون الادعية. واكد ضابط امريكي دفن الجثث وأن الأوامر صدرت بحراسة القبور، بعد أن تم نقلها الى القاعدة الأمريكية في مطار بغداد، وجاء قرار الدفن بعد التشاور مع مجلس الحكم الانتقالي الذي أوصى بتسليم الجثث الى الأقرباء. وقال الهلال الاحمر العراقي ان الجثتين نقلتا الى تكريت في سيارة اسعاف وسلمتا الى افراد من عشيرة صدام. وقال جمال الكربولي رئيس الصليب الاحمر العراقي لرويترز: تسلمنا الجثث صباحا ثم سلمناها لأقاربهم. ووصف بعض سكان تكريت عدي وقصي بأنهما شهيدان. وقال احدهم: انهما بطلا العراق.