حرص الرئيس الإيراني محمد خاتمي على تذكير الشباب الإيراني بالهوية الدينية للمجتمع في بلاده، وضرورة التنبه الى الابتعاد عن العلمانية، وذلك على اعتاب استحقاق الانتخابات البرلمانية المقررة في شباط فبراير المقبل. وفي الوقت نفسه، صدر موقف لافت من المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي اكد فيه ان ولاية الفقيه المطلقة في ايران "ليست فوق القانون ولا تعني اطلاق يد الولي الفقيه من دون حسيب او رقيب". وجاء موقف خامنئي ليصب في خانة دعم نظرة خاتمي والإصلاحيين تجاه ولاية الفقيه المطلقة في ايران وهي نظرة تختلف عما يذهب إليه كثير من القوى المحافظة في تعريفهم للولاية المطلقة، علماً ان القانون الإيراني وضع آليات لمراقبة اعمال الولي الفقيه عبر مجلس خبراء القيادة المعني بعمل المرشد وانتخابه وربما عزله. ويراهن المسؤولون الإيرانيون على مشاركة شعبية كبيرة في الانتخابات المقبلة لتكون رسالة موجهة الى الأميركيين مفادها عدم ابتعاد الشعب في ايران عن النظام ورفضه التدخلات الخارجية. وأعطى الرئيس خاتمي بعد اجتماع لمجلس الوزراء ضمانات بأن حكومته ستعمل على تطبيق القانون بكل دقة لحفظ حق المرشحين والناخبين. وأعرب عن امله في ان تتمكن كل القوى والتيارات من المشاركة في الانتخابات، وذلك في رده على احتمال رفض المجلس الدستوري المحافظ المرشحين الليبراليين والعلمانيين. وشدد على ان التشكيك في اهلية اي مرشح يجب ان تستند الى القانون فقط. ونقل خاتمي عن المرشد خامنئي تأكيده ضرورة عدم وضع العراقيل امام الترشيح للانتخابات. خامنئي يقترب من خاتمي ودعم المرشد مواقف خاتمي خلال كلمة ألقاها امام حشود غفيرة في مدينة قزوين عندما اكد ضرورة التزام كل المسؤولين في ايران بالقانون بمن فيهم الولي الفقيه. وقال ان ولاية الفقيه المطلقة التي ينص عليها الدستور "لا تعني ان يد الولي الفقيه مطلقة العنان، بل تعني تمتع الولي الفقيه بالصلاحيات اللازمة لحل المشكلات التي قد تواجه السلطات الثلاث التنفيذية والاشتراعية والقضائية في ادارة شؤون البلاد، وأن الولي الفقيه لا يتدخل في عمل السلطات الثلاث إلا في حال الشعور بوجود خطر ما تجاه قضية من القضايا التي تهم البلاد. وتتميز الدورة الحالية للانتخابات البرلمانية الإيرانية بالخوف والرجاء. اما الخوف فيسود لدى اوساط التيار الإصلاحي القلق من احتمال فقدانه زمام البرلمان الذي كان انتزعه من ايدي المحافظين، استناداً الى الوهج الذي استقاه من فوز الرئيس محمد خاتمي في الانتخابات الرئاسية لدورتين متعاقبتين. اما الرجاء فيخيم على اوساط التيار المحافظ الذي عاد إليه الأمل بتغيير جزء كبير من المعادلة لمصلحته بعد التغييرات التي اتت بها الانتخابات البلدية قبل حوالى عشرة اشهر وأدت الى انتزاع بلدية طهران وبعض بلديات المدن الكبرى من ايدي الإصلاحيين، على رغم ان المجموع العام للبلديات على مستوى ايران ظل في ايدي التيار الإصلاحي. ولوحظ ان هناك اتجاهاً لدى المحافظين الى تقديم مرشحين منفردين كما حصل مع جماعة العلماء المحافظة روحانيت مبارز التي اعلنت امتناعها عن تقديم لوائح انتخابية، تاركة لمناصريها حرية خوض الانتخابات بصورة منفردة وذلك في وقت لا يبدو فيه ان القوى الإصلاحية ستخوض الانتخابات بلوائح مشتركة. وتعقد القوى الإصلاحية اليوم اجتماعاً مهماً مع خاتمي ورئيس البرلمان مهدي كروبي، لدراسة امكان التوصل الى اتفاق على توحيد صفوفها.