توقعت مصادر مطلعة تأجيل التوقيع على اتفاق منطقة التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة والمغرب الى مطلع السنة المقبلة عوضاً عن نهاية الشهر الجاري، كما كان مخططاً، بسبب استمرار المفاوضات في شأن ملف الصادرات الزراعية. وقرر البلدان عقد جولة سابعة من المفاوضات في الرباط قبل نهاية السنة الجارية في محاولة لتمهيد الطريق لتوقيع الاتفاق الذي تسعى واشنطن الى ابرامه خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وقالت المصادر امس ان الجولة السادسة من المفاوضات التجارية بين المغرب والولاياتالمتحدة التي عقدت في واشنطن الاسبوع الماضي حققت تقدماً على الملفات كافة باستثناء الملف الزراعي، اذ يطالب المغرب بتحرير القطاع الزراعي تدرجاً بسبب اعتماد الاقتصاد بنسبة 20 في المئة على الزراعة، فيما تطالب واشنطن بادراج الزراعة ضمن القطاعات التي سيشملها اتفاق منطقة التجارة الحرة الذي يقضي برفع الرسوم الجمركية على الواردات وصولاً الى الغائها في سنة 2010، على غرار اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي. وحسب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد نيلس، فإن "الاتفاق التجاري مع الرباط سيوقع قريباً"، من دون تحديد التاريخ، إذ حدد سابقاً في نهاية كانون الاول ديسمبر الجاري، وقد يتم ارجاؤه الى ما بعد عيد الميلاد ورأس السنة. وكان المغرب تحفظ خلال الجولات السابقة على تحرير القطاع الزراعي بالكامل وطالب بتمديد فترة التحرير وبأن يسبقها تحرير قطاعات الصناعة والخدمات والسلع التجهيزية وتنقل رؤوس الاموال. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان تأجيل توقيع الاتفاق يتعلق بترتيبات اجرائية قد تأخذ بعض الوقت ويتم التفاوض في شأنها، مؤكدة انه لا يتعلق بأي خلافات جوهرية وان توقيع الاتفاق وارد خلال الاسابيع المقبلة. وكانت الحكومة المغربية خفضت الرسوم الجمركية على واردات القمح الطري الى 55 في المئة لتعديل الاسعار بعد ارتفاعها في السوق الدولية نتيجة تقلص انتاج الحبوب على المستوى العالمي. ويتخوف المغرب من اغراق السوق المحلية بمنتجات زراعية وغذائية اميركية، في وقت يشكل فيه ضعف سعر صرف الدولار ميزة تنافسية للشركات الزراعية الاميركية التي تحصل على دعم من حكومتها، في حين لا يحصل المزارع المغربي سوى على دعم بسيط جداً لا يمكنه من منافسة الانتاج الاميركي الضخم. ويعيش على الزراعة نحو 40 في المئة من مجموع السكان. ويتوقع المغرب الموسم المقبل تحقيق انتاج قياسي قد يتجاوز 12 مليون طن من الحبوب بفضل تساقط الامطار الكثيفة التي تجاوزت نسبة 300 في المئة من معدلاتها خلال الاعوام السابقة ومكنت من امتلاء السدود الى نسبة 100 في المئة في بعض المناطق.