تغري النتيجة التي حققها العداء المغربي هشام الكروج في سباقي 1500 و5000م ضمن بطولة العالم الأخيرة لالعاب القوى في فرنسا، الى تكرار التجربة في دورة اثينا الأولمبية الصيف المقبل، حيث ان "الفرصة ستكون سانحة للمرة الأخيرة ربما لإحراز لقب اولمبي في 1500م". وكان الكروج احتفظ في فرنسا باللقب العالمي في 1500م للمرة الرابعة على التوالي وهو انجاز غير مسبوق، وحلّ ثانياً في سباق 5000م، لكن الذهب الأولمبي عصي عليه حتى الآن. بعد ايام من عيد الفطر المبارك، باشر الكروج في منطقة بركان الجبلية التدريب استعداداً للاستحقاقات المقبلة، وبعد موسم طويل جداً حقق خلاله نقلة نوعية من خلال خوضه سباقات 3 آلاف و5 آلاف متر في الهواء الطلق. ومنذ ايام، قام الكروج بزيارة خاطفة الى باريس لحضور عرض رسمي للفيلم الوثائقي الذي أعده عنه ريجيس فارنييه، وبثته احدى قنوات التلفزة الفرنسية في مناسبة بطولة العالم، وأعلن انه لن يخوض عام 2004 إلا سباق واحد على مسافة 3 آلاف متر، "وسأركز كثيراً على مسافتي الكلاسيكية اي 1500م". وأضاف انه خلال اختباره مسافة 5 آلاف متر في لقاء اوسترافا السلوفاكي، والسباقين في بطولة العالم اكتشف ان الإكثار من المسافات الطويلة "تفقد عداء 1500م جزءاً من سرعته وفي ذلك مشقة كبيرة". وأعلن الكروج ان خصمه الوحيد هو القدر "وفي سان دوني كانت التجربة مفيدة على رغم قساوتها نظراً لتقارب موعد السباقين، اذ خضت تصفيات منافسة 5 آلاف متر في اليوم التالي للفوز في ال1500م... وأعترف انني ارتكبت خطأ تكتيكياً في الدور النهائي، كان علي الانتظار حتى بداية اللفة الأخيرة لأشن هجومي، لكني تسرعت وانطلقت ب"السبرنت" قبل 900م". ويلفت الكروج الى ان هناك منافسين كثراً بامكانهم تهديد عرشه، في مقدمهم الكيني برنار لاغات الذي "أُكتشف" تعاطيه مادة ايبو المنشطة قبل ايام من بطولة العالم وقبل ان يبرّأ بعدما جاءت نتيجة فحص العينة الثانية سلبية، "أعرفه جيداً وهو قادر على تجاوز هذه المحنة، هناك دائماً اخطاء تحصل في المختبر وهناك ايضاً رياضيون مذنبون". "القطاف الأولمبي" يدغدغ رأس الكروج ويجده ناضجاً ومغرياً في سن التاسعة والعشرين، وبعده قد يكمل حتى الدورة التالية في بكين 2008. وفي طريقه الى تحديد مسافات جديدة، يفكر في تجربة حظه في سباق مسافة 10 كلم على الطريق في الدوحة ذي الجائزة السخية، والعودة ربما الى سباقات العدو الريفي بعد هجرته لها منذ 11 عاماً. في باريس، كان الكروج نجم الأمسية السينمائية وتحلّق حوله المعجبون للحصول على توقيعه، ومنهم المغني ايلتون جون وسيدة الشاشة الفرنسية كاترين دونوف... وربما طلب منهما في مقابل ذلك اوتوغرافاً للذكرى.