كرسي قيادة سباق ال1500م «فارغة» بحسب المغربي هشام الكروج، بطل العالم السابق 1997 - 2003 وحامل الذهبية الأولمبية في دورة أثينا 2004، والرقم القياسي العالمي (3،26،00 دقيقة). ويوضح الكروج أن السباق ينقصه قائد يتزعم كوكبة العدائين الطامحين دائماً للفوز، يكون مميزاً في أدائه وهيمنته، لا سيما أن هذه المسافة تعتبر «استثنائية» من خلال جمعها بين التكتيك والتحمل والسرعة المبذولة أحياناً، لضمان الفارق، وتصدر الطليعة و«الإغارة» في الفرصة السانحة. ويلفت الكروج إلى أن نقصاً «يعتري هذا الاختصاص» منذ اعتزاله، موضحاً: «حملت الراية بعد مواطني سعيد العويطة والجزائري نور الدين مورسلي، وقبلهما كانت الكوكبة البريطانية المؤلفة من سباستيان كو وستيف أوفيت وستيف كرام صاحبة اليد الطولى، وظننت أن الأميركي (الكيني الأصل) برنارد لاغات (بطل العالم في ال100م وال5 آلاف 2007) سيحمل المشعل بعد اعتزالي، لكن الساحة خالية اليوم». وكان الكروج يتحدّث قبيل سباق ال1500م في بطولة العالم ال14 لألعاب القوى التي اختتمت الأحد الماضي في موسكو. وأحرز الكيني أسبل كيبروب، المرشح الأول للفوز، السباق محتفظاً باللقب، وهو حامل ذهبية دورة لندن الأولمبية العام الماضي، وصاحب أفضل توقيت هذا الموسم (3،27،72 دقيقة)، لكنه بحسب رأي الكروج «لم يشكّل حالاً خاصة بل إنه قوي بين أقوياء مع رجحان كفته عموماً». ويعترف الكروج أنه لم يعد يتابع سباقات اللقاءات الدولية، «لأني فقدت اللذة بسبب هذا الفراغ وغياب عداء أول عن ساحة المنافسة، يُشار إليه بالبنان». لم يحدد الكروج تاريخاً لبروز «قائد جديد»، يفرض إيقاعه على المضمار «فيدور سباق ال1500م في فلكه»، وربما يكون «من أفريقيا أو الولاياتالمتحدة» التي عاودت الاهتمام أخيراً بإعداد عدائين لهذه المسافة، وبعدما طغى التركيز على مسافتي ال5 آلاف وال10 آلاف متر». مشيراً إلى أن غالن روب وصيف دورة لندن في ال10 آلاف م «كان يمثل وجهاً واعداً في ال1500م لو وُجّه إلى هذه المسافة». ولا يبالغ الكروج في القول: «إننا نعيش عصر عداء السرعة الجامايكي أوساين بولت (الحائز على 3 ذهبيات في مونديال موسكو، وهو ما رفع رصيده إلى 8 ذهبيات عالمية منذ 2009)»، مقارناً بين «عهده» وزمن الأميركي كارل لويس، نجم الثمانينات والتسعينات في القرن الماضي. ويضيف: «أوجد لويس مسافة جعلته فريداً، لكنه لم يحجب نجومية كو والأوكراني سيرغي بوبكا (نجم القفز بالزانة) وآخرين، اليوم بولت هو سيد الساحة، الأضواء مسلطة عليه، والبقية في ظله، نظراً إلى إنجازاته الاستثنائية التي أعطت دفعاً قوياً لألعاب القوى، وعززت صورتها، ورفعت نسبة متتبعيها» ويواصل: «بولت كوكب أم الألعاب، والجميع يدور في فلكه».