نادرًا ما كان العداء المغربي هشام الكروج مرتاحًا إلى ما حققه مثلما هي حاله الآن، لا سيما أن إنجازاته في موسم 2002 تكللت بإحرازه لقب أفضل رياضي لألعاب القوى للعام الثاني على التوالي. وقد أعلن بُعيد تسلمه الجائزة في موناكو الأحد الماضي: "توافرت ظروف كثيرة إيجابية لأسجل أوقاتًا جيدة هذا الموسم، لعله الأفضل في مسيرتي، لم أهزم في 11 سباقًا خضتها، منها سبعة سباقات في الدوري الذهبي، فضلاً عن تسجيلي أفضل رقمين عالميين لل1500م، هما 3.26.89 دقائق في زوريخ، و3.26.96د في رييتي إيطاليا. للأسف لم تكن السنة أولمبية وإلا لكنت حصدت الميدالية الذهب التي لم أطوّق عنقي بها بعد. المهم أنني تجاوزت الضغوط وما أكثرها، وتفوقت على منافسين لا يُستهان بهم أمثال الكيني برنار لاغات". ويُعرف عن الكروج 28 عامًا بأنه من أشدّ المناهضين لتعاطي المنشطات، ويلصق شريطًا أحمر على قميصه خلال السباقات للدلالة على محاربته لهذه الآفة، وقد جدد مواقفه المساندة للفحوصات الفجائية في موناكو، وتحدث أيضًا عن تطلعاته وبرامجه المقبلة، وأكد تصديه لسباقي ال1500 وال5000م في بطولة العالم 2003 في باريس. "وذلك بمثابة اختبار لا بُدّ منه قبل دورة أثينا الأولمبية في 2004". وسيخوض الكروج سباقه الأول لمسافة الخمسة آلاف متر في لقاء أوسترافا في 12 حزيران يونيو، يلي ذلك مشاركته في أربعة سباقات لل1500م قبل بدء مونديال القوى. ويبدو أن طموحات الكروج تتعدى اللقب الأولمبي الذي طال انتظاره، ويتحسر عليه كثيرًا. إذ يتطلع إلى "ثنائية" ذهبية 1500م و5000م في باريس ثم أثينا، والى تجديد فوزه في ال5 آلاف متر في بطولة العالم في هلسنكي، وال10 آلاف متر في بطولة العالم في أوساكا 2007، "ما يؤهلني لأطرق باب سباقات الماراثون بعد ألعاب بكين الأولمبية 2008". ويؤكد خبراء أن إعدادًا نموذجيًا للكروج يؤهله لتسجيل زمن دون 2.7 سا في الماراثون، وربما يحطم رقم "مواطنه" الأميركي خالد الخنوشي 2.5.38 سا، لا سيما أن "تدريباته الكمية" تجعله يجتاز أكثر من 140 كلم اسبوعيًا، لكن لكل رحلة بداية، وخطوات الماراثون البعيدة المدى تبدأ بتأكيد جدارته في سباقات الخمسة آلاف متر.