رأت مصادر ديبلوماسية في تأكيد البيان المشترك المغربي الاسباني الصادر في اعقاب زيارة رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار تبني منظور الحل السياسي الوفاقي لقضية الصحراء "تطوراً في الموقف الاسباني" الذي كان اقرب الى خطة الاستفتاء سابقاً. وجاء في البيان ان المغرب واسبانيا "دعيا الى تبني حل سياسي وفاقي لقضية الصحراء، عادل ونهائي متفاوض في شأنه بين جميع الاطراف المعنية وفي اطار الشرعية الدولية وجهود الاممالمتحدة". لكن اثنار ألح في مؤتمر صحافي على انه سيقول الكلام نفسه الذي صدر عنه في الجزائر لناحية ان "موقفي متطابق مع ما سبق ان عبرت عنه خلال الزيارة الرسمية التي قمت بها للجزائر". موضحاً ضرورة "ايجاد الحل الاكثر ايجابية لجميع الاطراف". وقال: "اتطلع الى ان تواصل الاطراف المعنية حواراتها ومفاوضاتها في اطار الشرعية الدولية". وجدد معارضة بلاده "اي تسوية مفروضة". لكنه عرض قلق بلاده ازاء استمرار احتجاز الأسرى المغاربة في تيندوف الجزائر. وقال: "نأمل في تسوية هذه القضية في اقرب وقت". وكان لافتاً ان البيان المشترك خلا من اي اشارة الى البحث في مستقبل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية. لكنه لمح الى وضع جزيرة "ليلى" والخلافات القائمة بين البلدين في موضوع تحديد المياه الاقليمية. وقال البيان ان الجانبين "جددا التزامهما البحث عن حلول في صالحهما تهدف الوصول الى اتفاق حول التسويات الموقتة". واعربا عن رغبتهما في الدخول في الوقت المناسب في مفاوضات لإبرام اتفاق نهائي حول تحديد المجالات البحرية في السواحل الاطلسية. لكن مراقبين رأوا ان تحديد المياه الاقليمية على الساحل الاطلسي ينسحب بطريقة مباشرة على البحر الابيض المتوسط، ما يعني بروز خلافات في الموضوع حتّمت ارجاء ابرام الاتفاق. وان كان وضع جزيرة "ليلى" ينطبق عليه جغرافياً ما ينسحب على القوانين التي تنظم السيادة على الخلجان. وكان المغرب قبل اندلاع ازمة جزيرة "ليلى" في صيف العام الماضي دعا الى الدخول في مفاوضات مع اسبانيا في شأن مستقبل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلة في نطاق صلاحيات فريق عمل مشترك بين الجانبين. الا ان ازمة الجزيرة ألقت بظلالها على قضية المدينتين. وكان لافتاً ان حكومة رئيس الوزراء الاسباني ذهبت في منحى دعم البناء المغاربي بعد ان كانت اختارت الانفتاح اكثر على الجزائر على حساب المغرب ابان الازمة، ودعا البيان المشترك الى تجديد ارادة البلدين "في العمل سوياً من اجل بناء اتحاد مغاربي على اسس سليمة ومتينة"، ما يعني انسحاب الموقف في قمة "5"5" التي استضافتها تونس قبل ايام على انشغالات البلدين حول مستقبل البناء المغاربي، وان كان الارجح ان مستوى المشاركة المغربية في القمة المغاربية التي تعتزم الجزائر استضافتها قبل نهاية الشهر الجاري سيكون مؤثراً في المسار المغاربي. واتفق البلدان أيضاً على مواصلة تنسيق الجهود في الحرب على الارهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية. على صعيد آخر، دانت محكمة الدار البيضاء ليل الثلثاء متهمين في تنظيم "الصراط المستقيم" بأحكام بالسجن بين 20 سنة و10 سنوات.