قال وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم الذي يقود "الحركة التصحيحية" في جبهة التحرير الوطني، انه يعتزم عقد "مؤتمر جامع" منتصف الشهر المقبل بهدف "تصحيح الخط السياسي للحزب" و"تجنب القطيعة بين الأجيال"، في إشارة فُسّرت بأنها تؤيد الإبقاء على ما يعرف ب"الحرس القديم" من قدامى مناضلي الحزب في هياكله القيادية. وتساءل بلخادم: "هل يعقل أن نملك الغالبية ثم يضعنا الأمين العام لجبهة التحرير السيد علي بن فليس في المعارضة؟". وكان بن فليس، وهو مرشح جبهة التحرير للانتخابات الرئاسية المقبلة، ذكر في حديث إلى "الحياة"، الجمعة، أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ارتكب "سلسلة أخطاء ضد الحزب" كان أبرزها تنحية رئيس للحكومة يمثل حزب الغالبية في البرلمان وعيّن محله رئيس حزب آخر بسبب رفض الاول بن فليس نفسه أن يتحول حزبه إلى لجنة مساندة لرئيس الجمهورية. وتحدث بلخادم في مؤتمر صحافي عقده، أمس، في المركز الدولي للصحافة في العاصمة، عن اتصالات تُجرى حالياً لضمان مشاركة عدد من "الوجوه التاريخية" للحزب في المؤتمر المقبل. لكنه تجنب الحديث عن مشاركة كل من الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي ورئيس الحكومة السابق مولود حمروش اللذين يعدان من الوجوه التاريخية للحزب والرافضين تزكية ترشح بوتفليقة لفترة رئاسية ثانية. وقال بلخادم انه لا يرى مانعاً في أن يقود وزير للخارجية حركة "انقلابية" على قيادة جبهة التحرير، مشيراً إلى أنه يعتبر نفسه "مناضلاً في الحزب قبل أكون وزير دولة في الحكومة". وسألت "الحياة" بلخادم عن موقفه من الاتهامات التي كالها اليه وزير الدفاع السابق اللواء خالد نزار في شأن ملابسات مقتل مسؤول في وزارة الشؤون الخارجية سنة 1993 بعد أيام من مشاركته في مأدبة إفطار اقيمت في مقر السفارة الإيرانية في الجزائر، فرد: "لقد استجبت دعوة كريمة من السفارة الإيرانية برفقة عشرة جزائريين آخرين ضمن التقاليد التي اعتادت عليها السفارات الإسلامية" وحصل ذلك بعد أيام فقط من "لقاء ساخن" مع أعضاء المجلس الأعلى للدولة حول تصور جبهة التحرير للخروج من الأزمة. لكنه استدرك: "أنا اليوم أتكلم باسم الحركة التصحيحية وسيأتي اليوم الذي أتحدث فيه عن القضايا الشخصية لأرد على هذه الأشياء". وجدد بلخادم تمسكه بمنهج المصالحة الوطنية: "لقد قلت ذلك عندما كان محرماً سنة 1993 وسأتمسك به إلى غاية وفاتي". وعن المصالحة مع جبهة الإنقاذ المحظورة وعناصر الجماعات المسلحة، قال: "لقد تكفل بذلك قانون الوئام المدني". وردت جبهة التحرير على تصريحات بلخادم معتبرة انه "يتمادى في المهمة ... اليائسة الرامية الى ضرب استقرار" الحزب. وقال الناطق باسم الجبهة عبدالسلام مجاهد ان مناضليها "يعبّرون في كل مناسبة عن التزامهم بقرارات المؤتمر الثامن وعن تمسكهم بالخط السياسي للحزب ووفائهم لقيادته". وأضاف ان "فكرة تنظيم مؤتمر المصالحة لا جدوى منها ... إن هذا المصطلح المستمعل للايحاء بنيات شريفة لا يمكن ان يخفي المقاصد الحقيقية لاولئك الذين يلجأون الى استعمال كل الوسائل، بما فيها تزوير الحقائق، لاشباع رغبات" الجهات التي تدعمهم.