أعربت اسرائيل امس عن ارتياحها للنداء الذي وجهه الرئيس جورج بوش لإجراء "اصلاحات ديموقراطية" على المؤسسات الفلسطينية. وقال مسؤول اسرائيلي لوكالة "فرانس برس": "نؤيد تحليلات الرئيس بوش، وليس لدينا ما نضيفه باستثناء انه لم يذكر اسم الرئيس ياسر عرفات". واضاف: "لن يتم احراز اي تقدم طالما لم تسمح الاصلاحات بسحب السلطات التي يمارسها عرفات على الاجهزة الامنية والمالية الفلسطينية". وتابع ان "عرفات يقوم بكل ما في وسعه لنسف اي اصلاح والتسبب في استقالة رؤساء الوزراء باللجوء الى اساليب شبيهة بتلك التي يستخدمها كارتل المخدرات في كولومبيا". وزاد: "اذا اراد الفلسطينيون يوماً ان تكون لهم دولة يجب التخلص من عرفات ومحاربة الارهاب". وكان بوش حض في كلمة القاها امام المؤسسة الوطنية للديموقراطية في واشنطن، الى اعتماد الديموقراطية خصوصا في دول الشرق الاوسط. وقال ان "السبيل الوحيد الممكن للفلسطينيين نحو مستقبل يعمه السلام والتقدم يمر عبر الديموقراطية". واضاف ان "القادة الفلسطينيين الذين يعرقلون الاصلاحات الديموقراطية ويشجعون العنف ليسوا قادة، انهم يشكلون العقبات الرئيسية امام تحقيق الشعب الفلسطيني النجاح والسلام". ويعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون في كل تصريحاته ان عرفات يشكل "العقبة الرئيسية امام السلام". وكان نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني رأى اول من امس ان سياسة اسرائيل "تشكل العقبة الرئيسية امام السلام". وفي القاهرة، دعا سياسيون ومعلقون عرب بوش الى محاولة وضع حد للاحتلال الاسرائيلي اذا كان يريد تحقيق تقدم في مجال الديموقراطية في الشرق الاوسط. وقال محمد فائق الامين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان، ومقرها القاهرة: "فعلا هناك نقص في الديموقراطية، لكن فرضها من الخارج مستحيل خصوصا من الولاياتالمتحدة لانها لا تحمل اي صدقية نتيجة دعمها لاسرائيل واحتلالها للعراق". من جهته، قال المرشد العام لجماعة "الاخوان المسلمين" في مصر مأمون الهضيبي انه يوافق بوش القول على ان "الاسلام ليس ضد الديموقراطية شرط الا تفرض القيم الغربية على الشعوب الاسلامية". واضاف ان "اكثر ما يؤدي الى كراهية الشعوب الاسلامية للاميركيين هو انحيازهم الكامل للكيان الصهيوني والعدوان على العراق وافغانستان". كما اشار الى ان "الكره سببه ايضا دعم واشنطن للانظمة الاستبدادية". وكان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال اول من امس انه "يؤيد القيام بإصلاحات في العالم العربي شرط الا تكون مفروضة من الخارج وانما تقررها الدول". واكد ان "سبب الكراهية العربية لاميركا هو الانحياز الاميركي الكامل لاسرائيل". واضاف ان "هذا الانحياز المطلق أدى الى انهاء دور أميركا كوسيط نزيه". وفي ايران، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي ان بلاده تندد بخطاب بوش، متهما إياه بالتدخل في الشؤون الداخلية لايران. واضاف ان "الملاحظات الاخيرة تعتبر تدخلا في شؤوننا الداخلية والولاياتالمتحدة ليست في موقع جيد" لكي تعطي دروسا في الديموقراطية للآخرين.