قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، الجمهوري بورتر غوس ان عملية جمع المعلومات الاستخباراتية عن العراق قبل الحرب كانت مشوشة، نظراً الى قصور واضح في نواح عدة منها عدم استجابة وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي لتوجيهات الكونغرس لتحسين كفاءة العاملين لديها في اللغات الأجنبية، خصوصاً العربية. فيما كشف مسؤول جمهوري في الكونغرس أن "سي آي اي" صرفت موازنة مخصصة لتعليم ضباطها العربية العام الماضي على أمور أخرى، من ضمنها برنامج يساعد على ترجمة النصوص إلى الإنكليزية آلياً. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس عن غوس أن ال"سي آي اي" بدت في أحيان كثيرة مترددة وحائرة في اتخاذ قرار حول أي اللغات هي الأهم لدفع ضباطها الى تعلمها، في حين كان المطلوب تعلم العربية والبشتونية والفارسية. ووصفت الصحيفة انتقاداته بأنها ذات وقع شديد، نظراً الى انه على مدى سنوات طويلة كان مدافعاً عنيداً عن أجهزة الاستخبارات ونشاطاتها داخل الكونغرس، وبعث في أيلول سبتمبر الماضي برسالة مشتركة مع النائبة الديموقراطية جين هارمان إلى مدير "سي آي اي" جورج تنيت أدت إلى البدء في بحث أسباب فشل الاستخبارات في العراق. وفي مقابلة مع الصحيفة قال غوس ان القدرات الأميركية "لم تكن كما ينبغي أن تكون" وكانت هناك "فجوات" في جمع المعلومات، بما في ذلك المعلومات عن أسلحة العراق التقليدية وغير التقليدية أو برامجها. وكان مسؤولون في الكونغرس عبّروا قبل الحرب على العراق عن قلقهم من قلة عدد الضباط العاملين في أجهزة الاستخبارات الذين يجيدون العربية والفارسية والبشتونية، ما يعيق وصول الأجهزة إلى معلومات دقيقة في أجزاء من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وحاول غوس الدفاع إلى حد ما عن إدارة الرئيس جورج بوش في وجه الانتقادات التي يطرحها الديموقراطيون بقوله ان القرارات التي اتخذها بوش استندت الى المعلومات التي كانت متوافرة لديه في تلك اللحظة. ورفض توضيح نقاط الضعف أو التقصير لدى "سي آي اي"، لكنه أكد أن المسألة تتعلق بالقدرات البشرية للعاملين في الوكالة، ما أدى إلى تقصير في جمع المعلومات بشكل خاص عن "خطط ونوايا" شخصيات مركزية في عملية صنع القرار العراقي قبل الحرب، لكنه قال ان تقريراً أعد داخل لجنة الاستخبارات في الكونغرس يبين نواحي القصور. من جهتها قالت هارمان للصحيفة انه، بالإضافة إلى ضعف القدرات اللغوية لدى ضباط "سي آي اي"، فإن المعلومات التي تم جمعها قبل الحرب على العراق لم تكن غير كافية فحسب، بل استندت الى مصادر من المعارضة العراقية لم تتوافر فرصة للتحقق من صحة معلوماتها. وأضافت أن من أهم واجبات المسؤولين في أجهزة الاستخبارات أن يكونوا قادرين على تحديد نوعية المصدر، موثوقاً كان أم غير موثوق.