واشنطن، مونتري كاليفورنيا - أ ف ب، رويترز - قال مسؤول عسكري أميركي إن ضابطًا في القوات الجوية أُعفي من الخدمة بعد اتهامه الرئيس الاميركي جورج بوش بالسماح بهجمات 11 أيلول سبتمبر لانه كان في حاجة الى حرب. وقال ناطق باسم الجيش إن اللفتنانت كولونيل ستيف بتلر أعفي من الخدمة كنائب لمستشار شؤون الطلاب في معهد اللغات العسكري، الى حين الانتهاء من التحقيق في رسالته التي نشرت في صحيفة "مونتيري كاونتي هيرالد" في 26 أيار مايو الماضي. واتهم بتلر في رسالته الى الصحيفة بوش بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة الاميركية بالسماح بحدوث هجمات 11 أيلول لتحقيق أهداف سياسية خاصة به. وجاء في الرسالة: "بالطبع عرف بوش بالهجمات الوشيكة على أميركا. ولم يفعل شيئًا لتحذير الشعب الاميركي لانه يحتاج هذه الحرب ضد الارهاب. فوالده الرئيس السابق وجد صدام واحتاج هو الى أسامة" بن لادن. ومضى بتلر يقول: "لم تكن لرئاسته وجهة. فالشعب الاميركي لم ينتخبه وانما جاء به الى البيت الابيض حكم المحكمة العليا المحافظة... والاقتصاد كان ينزلق بسبب أخطاء الجمهوريين المعتادة وكان يحتاج الى شيء يقيم رئاسته عليه". ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من بتلر الضابط المخضرم الذي يخدم في القوات الجوية الاميركية منذ 24 عامًا وشارك في حرب الخليج عام 1990. وقالت زوجته شيلي للصحيفة أول من أمس إن القادة "وبّخوا بشدة" زوجها بسبب الرسالة وأنه كلف بعدها بعمل موقت في قاعدة ترافيس التابعة للقوات الجوية في فيرفيلد في ولاية كاليفورنيا. وأضافت أن زوجها ينوي أن يتقاعد في غضون أسابيع قليلة. واستند وقف بتلر عن الخدمة على ما يبدو الى المادة 88 من قانون العدالة العسكري التي تنص على جواز معاقبة أي ضابط يستخدم "عبارات ازدراء" ضد الرئيس أو كبار المسؤولين. الى ذلك، صرح مصدر برلماني بأن لجنة مشتركة من مجلسي الكونغرس الاميركي بدأت جلسات مغلقة مخصصة لالقاء الضوء على الثغرات في أجهزة الامن الاميركية قبل هجمات 11 أيلول. واجتمع أعضاء هذه اللجنة التي تضم اللجنتين المكلفتين الشؤون المرتبطة بنشاطات الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ، في القاعة التي يمنع الصحافيون من دخولها في الطابق الرابع من مبنى الكابيتول حيث يجتمع الكونغرس. وقالت بربارا ميكولسكي عضو مجلس الشيوخ الديموقراطية عن ميريلاند قبل بدء الجلسة إن "من حق الناس معرفة ما جرى وكذلك من حقهم التمتع بالحماية". ووعدت بإجراء "تحقيق كامل وصارم وجريء". وأوضحت ميكولسكي للصحافيين أن أعضاء المجلسين يسعون الى تحديد "من كان يعرف، وفي حال لم يكونوا يعرفون، ما هو سبب جهلهم". ويفترض أن يقوم أعضاء اللجنة في الجلسات الاولى التي تستمر ثلاثة أيام، بدراسة آلاف الوثائق المتعلقة بنشاطات أجهزة الاستخبارات في الاشهر التي سبقت الاعتداءات. وستعقد جلسة علنية واحدة على الاقل في حزيران يونيو الجاري، سيدلي خلالها مديرا وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أيه جورج تينيت ومكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي روبرت ميولر بشهادتيهما. وتأتي هذه الجلسات التي يفترض أن تستمر حتى الخريف، بعدما كشفت الصحف الاميركية فشل أجهزة الاستخبارات الاميركية في توقع الاعتداءات التي أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وعجزها عن استغلال المعلومات وتبادلها بينها. وكان الكونغرس شكل في شباط فبراير الماضي هذه اللجنة التي كلفت مهمة محددة هي التحقيق في الخلل في عمل أجهزة الاستخبارات، ويشترك في رئاستها جمهوري وديموقراطي. ومن المقرر أن يستمر عملها حتى الخريف المقبل. وستبدأ اللجنة تحقيقاتها بالفترة التي تلت فورًا إنشاء مركز لمكافحة الارهاب في وكالة الاستخبارات المركزية في 1986 وأداء الادارات الديموقراطية والجمهورية المتعاقبة منذ عهد الرئيس رونالد ريغن. وقال بوش إنه لم يكن ممكنًا تفادي الاعتداءات وأقر للمرة الاولى بالتنافس بين ال "سي آي أيّ" وال "أف بي آي" في العاصمة واشنطن حيث تفضح واحدة تقصير الاخرى في شكل يومي.