باتت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تعترف علناً بأن العراق اصبح قاعدة لتدريب ما يسمى «بالارهابيين» الذين سيغادرونه «محنكين ومتخصصين في الارهاب في المدن».! ففي جلسة علنية امام لجنة الاستخبارات في مجاس الشيوخ الاميركي مؤخرا، قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) بورتر غوس ان «المتطرفين يستغلون النزاع العراقي لتجنيد (ارهابيين) معادين للولايات المتحدة». وقال فينسنت كانيسترارو المستشار والمسؤول السابق في وكالة الاستخبارات «انها المرة الاولى التي يقول فيها شخص يتمتع بسلطة في الحكومة ذلك علنا». من جانبه قال الخبير في معهد كارنيغي للسلام الدولي ديفيد روثكوبف «في الكواليس الناس يعرفون ذلك منذ زمن طويل». وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية اتهم جون كيري مرشح الديموقراطيين جورج بوش «بإضعاف» الولاياتالمتحدة في مكافحة الارهاب بشن الحرب في العراق. ورأى فينسنت كانيسترارو أن بورتر غوس «يعترف بالواقع وهو ان اناسا قاتلوا في العراق سيظهرون في اماكن اخرى». واضاف ان «بعض الارهابيين ظهروا مجددا في الكويت والسعودية بعد ان عملوا مع ارهابيين في العراق». واعترف غوس بان «هؤلاء يشكلون مخزنا ممكنا لاتصالات من اجل انشاء خلايا ارهابية تتجاوز حدود الدول وشبكات في السعودية والاردن ودول اخرى». وقال روثكوفان «الواقع هو ان العراق اصبح النقطة المركزية في نزاع بين الولاياتالمتحدة وعناصر متشددة في جميع انحاء الشرق الاوسط، لمجرد وجود عدد كبير من الاهداف في العراق». وتابع ان «الامر سيبقى كذلك طالما بقي العراق يواجه عملية صعبة وطويلة ستقوده الى تشكيل حكومته وطالما بقيت الولاياتالمتحدة هناك». واضاف «لذلك تركز اجهزة الاستخبارات على العراق اكثر من غيره»، معتبرا ان تعيين السفير الاميركي في العراق جون نيغروبونتي في منصب مدير الاستخبارات الوطنية يرتدي اهمية كبرى في هذا الاطار. لكن فينسنت كانيسترارو قال ان هذا التغيير ليس مرتبطا بهذا الاعتراف بوضع العراق. وقال ان الرئيس جورج بوش «كان بحاجة الى شخص موال للادارة قوي ليشغل هذا المنصب ومن الواضح ان نيغروبونتي كان الافضل». وكتب ريتشارد كلارك المدير السابق لادارة مكافحة الارهاب في البيت الابيض في مقال نشر اخيرا في مجلة «ذي اتلانتيك مانثلي» «لو لم نغز العراق لما تم تجنيد هذا العدد من الارهابيين الذي نعرفه اليوم لقضية الارهاب».