سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أول دراسة ميدانية من بلاد الرافدين بعد الحرب الأخيرة . اليورانيوم المشع يهدد العراق والخليج بكارثة بيئية : التلوث الاشعاعي ثلاثين ألف ضعف المستويات المقبولة
تسبب استخدام اسلحة اليورانيوم المستنفد في حرب الخليج الثانية عام 1991 بتلويث مساحات شاسعة من بيئة جنوبالعراق وارتفاع نسب الاصابة بآثار التسمم الاشعاعي بين ابناء الشعب العراقي وجنود الحلفاء على السواء. وعلى رغم تباين نتائج الدراسات، الا ان أكثر من جهة محايدة تشير الى الأثر السلبي لاستخدام بليون قذيفة وطلقة، أي ما يعادل 320 طناً من اليورانيوم المستنفد في هذه الحرب. وفي الحرب الأخيرة على العراق استخدم من هذا السلاح ضعفا ما استخدم عام 1991. ولالقاء الضوء على بعض تأثيرات هذا السلاح على البيئة الصحية في العراق، زار فريق من مركز أبحاث اليورانيوم الاميركي Uranium Medical Research Center، بالتعاون مع جهات علمية دولية أخرى، العراق، وأجرى مسحاً موقعياً لبعض مسارح العمليات العسكرية في وسط البلاد وجنوبها، بينت نتائجه الأولية ارتفاعاً كبيراً في مستوى الاشعاع وتلوثاً واسعاً قد يشكل أزمة بيئية تتفاقم نتائجها مع الوقت. الدكتور محمد الشيخلي، المتخصص في الفيزياء الحيوية الاشعاعية والعميد السابق لكلية العلوم في جامعة بغداد، شارك في الفريق وكتب تقريراً عن النتائج الأولى خصّ به "البيئة والتنمية". شاهدنا ونحن نعبر العراق بقايا آلاف المدرعات والعربات المصفحة المحروقة والمدمرة، من دبابات وناقلات جند وشاحنات عسكرية وقاطرات مدفعية ثقيلة وغيرها، انتشرت على مساحة ساحات العمليات العسكرية من بغداد وحتى أقصى الجنوب في أم قصر والفاو. جميع هذه الدروع تلقت ضربات مدمرة من طائرات ودبابات أميركية بذخائر معظمها مصنوع من مادة اليورانيوم المستنفد. انتشرت هذه الدروع في الحقول والبساتين وتحت النخيل وبين البيوت السكنية. وعلى رغم ان الكثير منها أخلته القوات الاميركية وقشطت التربة من تحته، الا ان الاثر الاشعاعي لا يزال مرتفعاً في معظم المواقع. الفريق الذي زار المواقع لكشف الآثار السلبية لهذه الاعتدة على البيئة والحياة في العراق، شكله مركز أبحاث اليورانيوم الاميركي، بالتعاون مع الدكتور سيغوارت هورست غونتر، البروفسور والطبيب الالماني المتخصص بالتأثيرات الاشعاعية الطبية، وكاتب المقال. ورافق الفريق العلمي ميدانياً فريق اعلامي ألماني. اهتمت الدراسة في الدرجة الأولى بقياس مستوى الاشعاع في هذه الدروع وما حولها، والتأثير الصحي في الاشخاص الساكنين بالقرب منها. كما جمعت عينات من التربة والماء وعينات من بول الاشخاص الذين يُشك في حملهم لاعراض التعرض الاشعاعي. أما جغرافياً، فشملت الدراسة مواقع عمليات حربية في بغداد وما حولها ومعظم مناطق الجنوب، كالصويرة والكوت والناصرية والشطرة والبصرة وأم قصر وكربلاء والنجف وغيرها. وعلى رغم ان النتائج النهائية لا تزال في طور الاعداد للنشر في مجلات علمية عالمية، الا ان القياسات الأولية أظهرت ارتفاعاً كبيراً في نسبة الاشعاع في مناطق الاصابات المباشرة وازدياداً في مستوى التلوث الاشعاعي في الهواء. ومما زاد في الطين بلة ان هذه الدروع تعرضت الى نزع محركاتها ومحتوياتها من قبل آلاف العراقيين على امتداد مواقع العمليات، في محاولة لبيعها والاستفادة من حديدها، مما وسع رقعة انتشار التأثير الاشعاعي. واذا علمنا ان معظم الدروع نشرت في الحقول وتحت الاشجار وقرب مسارب المياه وبين البيوت السكنية، يمكننا تصور حجم الكارثة البيئية والصحية التي يتعرض لها الشعب العراقي الآن وعلى مدى أجيال مقبلة. واذا كان استخدام بليون قذيفة 320 طناً من اليورانيوم المستنفد في حرب الخليج الثانية سبب تدميراً لبيئة جنوبالعراق ومواقع العمليات في الكويت، تأثر بموجبه مئة ألف جندي حليف ومئات الآلاف من العراقيين، فماذا ستكون مضاعفات استخدام ضعفي هذه الكمية من الاسلحة في الحرب الأخيرة، كما يقدر الخبراء العسكريون؟ وما هي آثارها في صحة السكان وسلامة البيئة في العراق؟ واليورانيوم المستنفد هو مادة اليورانيوم المتبقية بعد استنفاد نظائره المشعة والمنشطرة في المفاعلات النووية، أو من نواتج معاملات التخصيب حيث يعامل اليورانيوم بنظائر منشطرة. وتسميته "مستنفد" مجازية للتعبير عن استنفاده للعناصر المنشطرة ذات النشاط الاشعاعي. لكن الحقيقة انه يبقى محتفظاً بنشاط اشعاعي وخواص اليورانيوم الطبيعي الكيماوية، في ما عدا انخفاض في نسب تواجد النظيرين 234 و235. وتقل نسبة الاشعاع فيه، نسبة الى "أشعة ألفا"، الى النصف تقريباً 0.681 ميلليكيوري في اليورانيوم و0.389 في اليورانيوم المستنفد. كما أن لليورانيوم المستنفد كثافة عالية حوالى ضعفي كثافة الحديد، وهو يتوافر بأسعار منافسة للمواد العالية الكثافة، ك"التنغستون"، مما اوجد له تطبيقات تجارية وعسكرية كثيرة. وتتميز الولاياتالمتحدة في صناعات ذخائر اليورانيوم المستنفد، ولديها مخزون يزيد على 750 ألف طن منه. ويذكر ان الكثير من اسلحة اليورانيوم المستنفد تصمم في الولاياتالمتحدة ويتم تصنيعها في اسرائيل بواسطة شركة "رافائيل" الاسرائيلية. تاريخ استخدام اليورانيوم المستنفد بدأ الجيش الأميركي عام 1970 باختبار قدرة اليورانيوم المستنفد في الاطلاقات ذات الطاقة الاختراقية العالية، حيث تم تطوير اليورانيوم كبديل عن التنغستون الأعلى كلفة. وبيّن الاختبار أن قذيفة اليورانيوم المستنفد من عيار 30 ملم يمكن ان تخترق درعاً فولاذية سماكتها 9 سم. أميركا منذ ذلك التاريخ تصنع وتطور عشرات الانواع من الاعتدة ذات العيارات المختلفة، التي تطلقها الطائرات المقاتلة والمروحيات، فضلاً عن مدفعية الدبابات ومدافع الميدان والسفن وصواريخ جو - أرض. واضافة الى أميركا، هناك دول أخرى تستخدم اليورانيوم المستنفد كمادة اختراق في قذائفها، كبريطانيا وفرنسا وروسيا. وهناك 17 دولة اخرى حصلت على هذه الاسلحة مثل اليونان وتركيا واسرائيل والكويت وباكستان وتايلاند وكوريا الجنوبية وتايوان، ودول أخرى لا يرغب البنتاغون الاعلان عنها لاسباب الامن الوطني. ورخصت هيئة التنسيق النووي الاميركية توريد وتصنيع اعتدة اليورانيوم المستنفد في بلدان مثل اسرائيل، لكنها منعت تصنيعها في دول أخرى كباكستان، على رغم تحالفهما السياسي. وعلى رغم البداية المبكرة لأعتدة اليورانيوم المستنفد، الا ان عمليات "عاصفة الصحراء" عام 1991 تعد من أوائل الصراعات التي شهدت استخداماً واسعاً لها، تبعتها استخدامات اخرى مكثفة في حربي كوسوفو وافغانستان والحرب العراقية الاخيرة. وهناك دلائل تثبت ان اول استخدام لأعتدة اليورانيوم المستنفد كان في حرب 1973 بين العرب واسرائيل. ويشار الى ان البحرية الاميركية اطلقت ذخائر اليورانيوم في مناسبات ثلاث عامي 1995 و1996 اثناء تمرينات في اوكيناوا، ولم يتم اشعار الحكومة اليابانية بذلك الا بعد فترة. حدود الخطورة تبلغ الجرعة المكافئة لليورانيوم الطبيعي 0.885 ملليريم في السنة وحدة التعرض الاشعاعي وهي 0.505 ملليريم في السنة بالنسبة لليورانيوم المستنفد. ومن باب المقارنة، فان أمراض الاشعاع الحادة تبدأ عند التعرض لجرعة مكافئة تراوح بين 50 و100 ريم. وتبلغ الحدود السنوية للتراكيز المسموح التعرض لها من طريق التنفس 0.074غ لليورانيوم الطبيعي و0.13غ للمستنفد. ومن طريق البلع هي 15غ لليورانيوم الطبيعي و26 غ للمستنفد. والحق ان خطر التعرض الاشعاعي لا يكمن في الواح التدريع الصلدة او قنابل اليورانيوم المستنفد غير المنفجرة، وانما في اختراقه للدروع بعد اطلاقه عليها. فتسبب حرارة الاحتكاك العالية تحول اكثر من 30 في المئة من مادة اليورانيوم الى غاز واكاسيد اليورانيوم، التي تتحد مع ذرات الغبار والدخان مكونة غيمة سامة تنتقل من موقع الانفجار وتحملها الرياح لمسافات بعيدة. وتصل خطورة اليورانيوم المستنفد الى أقصى مداها عند استنشاق جزيئات من دخان اكاسيد اليورانيوم او بلعه. كما تنتقل هذه الجزيئات من اليدين الى الفم نتيجة لمس أسطح الدبابات الملوثة او عند اكل طعام أو شرب ماء ملوث به، او بسبب تلوث جرح بغبار اليورانيوم او من الجروح الناجمة عن شظاياه. وقد وجد ان تركيز اليورانيوم في بعض المصابين في أفغانستان وصل الى ثلاثين مرة أكثر من الحد المقبول. التأثير الطبي يصب جزء كبير من اليورانيوم المذاب في الدم بسرعة في البول بعد مروره بالكلي 67 في المئة يفرز خلال اليوم الاول، ويترسب 11 في المئة في الكلى فيما يترسب 20 في المئة في العظام. ويسبب اليورانيوم المستنفد وأكاسيده تأثيرات سامة في الاعصاب، ويؤثر خصوصاً في الجنين والمشيمة. ويراوح التأثير من نقص الوزن الولادي الى التشوه الخلقي. اما جرعات الاشعة النووية المتراكمة المنبعثة من اليورانيوم فتسبب تحولات في الخلايا وأوراماً تؤدي الى السرطان بعد فترة تراوح بين شهور وسنوات. ولكن سموم اليورانيوم المستنفد تشكل الخطر الاكبر في المدى القصير، وتعد الكلي أكثر الاعضاء تأثراً. ماذا يحصل عند اصابة دبابة بقذيفة يورانيوم مستنفد؟ بمجرد اختراق القذيفة جسم الدبابة يتحول 20 في المئة من كتلة القذيفة الى اكاسيد يورانيوم، تشكل مع الاتربة والدخان غيمة تنتشر داخل الدبابة وخارجها، وهي كفيلة بقتل من في الدبابة حتى وان لم تنفجر او تحترق. وتنقل الرياح هذه الاكاسيد خارج الدبابة وما حولها لمسافات بعيدة. ووجد الفريق الباحث ان نسبة الاشعاع في موقع الاختراق يزيد 30 ألف مرة عن المستوى الطبيعي، ويصل داخل الدبابة الى 10 مرات، في حين يبلغ حول الدبابة ولمسافة 15 متراً ما لا يقل عن 2-3 مرات الحد الطبيعي. وبعد اختراق القذيفة يبقى 60 في المئة من جسمها محتفظاً بشكله الاساسي، فيما تتطاير ال40 في المئة الاخرى في شكل شظايا من مخلفات وقطع تنتشر وقد تسبب حرائق وانفجارات ثانوية. وتبلغ طاقة "أشعة ألفا" في الشظايا نحو 4.2 مليون الكتروفولت، وهي أشعة قوية كفيلة باحداث تأينات وتدمير مسامي في جلد الانسان الذي يمسك بها او يلمسها. وتبعث هذه الشظايا اشعة بجرعة مكافئة مقدارها 300 ملليريم في الساعة. ومما يذكر أيضاً ان 44 في المئة من اكاسيد اليورانيوم المتحررة تحتوي على دقائق بأحجام تقل عن 1 مايكرون، مما يجعلها سريعة الدخول في الحويصلات الرئوية والبقاء فيها. وافادت دراسة حديثة عن حرب الخليج الثانية ان 33 في المئة من مخلفات غيمة اكاسيد اليورانيوم تدخل الرئة ولا تخرج منها. نتائج الدراسة الميدانية: مستويات اشعاع كارثية أظهرت الاستطلاعات الميدانية والقياسات التي أجراها الفريق العلمي في العراق النتائج الأولية الآتية: أولاً: ارتفاع مستوى التلوث الاشعاعي في مناطق شاسعة من اجواء بغداد ومناطق جنوبالعراق. ان النتائج الأولية تشير الى زيادة هذا المستوى في هواء بعض المناطق عن عشرة أضعاف المستوى الطبيعي. والغريب ان القراءات الاشعاعية كانت عالية في الهواء أكثر من التربة، ولعل هذا مؤشر على ان الدقائق المشعة التي يحملها الغبار والهواء من النوع الدقيق الذي يسهل استنشاقه وترسبه وبقاؤه في حويصلات الرئة. ثانياً: يزيد مستوى الاشعاع في مناطق اختراق اطلاقات اليورانيوم للمدرعات العراقية على ثلاثين ألف مرة عن الحد الطبيعي، وينخفض داخل جسم الدبابة ومحيطها، الا أنه يشكل عامل خطورة كبيرة على من يقترب من الدبابة او يمس اجزاءها والغبار المتراكم عليها، اضافة الى السكان الذين يعيشون بالقرب منها. وقد لوحظ ان الشظايا التي تخلفها بعض الاطلاقات المنفجرة تنتشر على رقعة واسعة، ولا سيما في مناطق الحقول، مما يهدد تلوث المياه السطحية والدورات الزراعية والغذائية اضافة الى المياه الجوفية مع تقادم الوقت. وفي منطقة قرب البصرة وجدنا احدى القذائف وقد اخترقت جسم دبابة ودخلت في حائط معمل لانتاج الثلج واستقرت بعض الشظايا في حوض الماء الرئيسي الذي ينتج الثلج منه ويستخدمه آلاف الاشخاص في فصل الصيف. وهذا مثال على التأثير المباشر في صحة السكان. ثالثاً: انتشار رقعة التعرّض الاشعاعي والسمي لمخلفات اليورانيوم، ولا سيما بين آلاف من العراقيين الذين عمدوا الى رفع محركات وادوات الآليات المصابة والمحترقة لبيعها او الاستفادة منها. وقد وجد الفريق ان جميع الآليات والدروع التي فحصها رُفعت محركاتها واجزاؤها السليمة بعد تعرضها للقصف والاحتراق. ويذكر ان مستوى الاشعاع لدى أحد هؤلاء الاشخاص كان يزيد ألف مرة على المستوى الطبيعي، وذلك على يديه ووجهه وملابسه، اضافة الى ما تعرض له الكثير من الأطفال الذين يلهون باللعب ببعض القذائف واجزائها المنشطرة. وطاول التلوث اجساد الجنود القتلى داخل الدبابات والذين دفنوا قرب هذه الدبابات، فوصل مستوى الاشعاع في بذلة أحد الجنود القتلى الى ألفي مرة أكثر من المستوى الطبيعي. رابعاً: ظهور حالات من آلام المفاصل والرعاف والتهابات عصبية وآلام في الظهر واضطرابات في النظر وحرقة في البول لدى السكان القريبين من موقع الدروع المصابة، وهي أعراض تشابه أعراض التعرض الاشعاعي. واخضعوا لفحص أولي واخذت عينات من بولهم للتحليل والدراسة. خامساً: عمدت قوات الاحتلال الى رفع عدد كبير من الدبابات والآليات المصابة واخلائها الى مناطق بعيدة، وقشط التربة تحت هذه الآليات واستبدالها بتربة جديدة بعد القاء التربة الملوثة في مناطق نائية. ولعل هذا الاجراء نابع من معرفة هذه القوات بخطورة التلوث الاشعاعي والسمي الذي تسببه مخلفات اليورانيوم بهذه الاليات، ولكن من دون ان يحذروا الناس من مغبة الاقتراب منها. كما ان عملية اخلاء الآليات والتربة الملوثة من دون معالجة موقعية هي عملية توسيع لرقعة التلوث ولا تختلف عن عمليات دفن الحاويات والنفايات الملوثة في ارض الغير، التي تنتهجها بعض الشركات والدول المنتجة للصناعة النووية. سادساً: هذه الدراسة تعد من أوائل الدراسات البيئية لتأثير اسلحة اليورانيوم المستنفد بعد الحرب الاخيرة على العراق، وهناك حاجة لدراسات اشمل يتوجب القيام بها من الجامعات والمنظمات العلمية الدولية والمحلية والاقليمية لتقويم حدود المشكلة، التي لا تهدد المجتمع المدني العراقي وبيئته الصحية وحسب، انما الدول المجاورة والمحيطة بالعراق. وفي هذا السياق لا يسع الا ان نختم بمقولة الدكتور دوغ روكه، الرئيس الاسبق لمشروع اليورانيوم المستنفد في وزارة الدفاع الاميركية، وهو "ان استخدام اليورانيوم المستنفد جريمة ضد الله وضد الانسانية"، ففي حين يُعد القاء غرام واحد من اليورانيوم في أميركا جرماً، تقوم هي بالقاء مئات الاطنان منه في اراضي الغير. واذا كانت اميركا قد سوغت احتلالها للعراق بتخليصه من أسلحة الدمار الشامل، فكيف تفسر استخدامها هي لهذا السلاح؟ ينشر في وقت واحد مع مجلة "البيئة والتنمية" عدد كانون الأول/ديسمبر 2003