دعا وزير الخارجية الاميركي كولن باول الاممالمتحدة الى لعب دور نشط في وضع الجدول الزمني والترتيبات الخاصة لإعادة الحكم للعراق. وقال في حديث نشرته صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أمس: "على رغم ان لا حاجة الآن لاستصدار قرار جديد من الاممالمتحدة يحدد مهمات المنظمة الدولية، أريد ان تلعب الاممالمتحدة دوراً نشطاً الآن. والرئيس الاميركي يود ذلك ايضاً. في وسع الاممالمتحدة ان تلعب دوراً حقيقياً في الشهور الستة المقبلة. لديها الخبرة والمهارات لهذا النوع من الجهد". وصرح باول بأن المبعوث الخاص الجديد الذي يتوقع ان يعينه الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان في العراق أوائل العام، يجب ان يعمل بالتعاون مع مجلس الحكم العراقي ومع الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر. وقال ان مبعوث الاممالمتحدة الجديد سيكون له دور في مساعدة المجلس وبريمر في "وضع القانون الاساسي الذي التزم بصوغ بحلول شباط فبراير والاعداد لانتخاب برلمان موقت واختيار حكومة موقتة". وقال عن صدور قرار جديد للامم المتحدة: "يمكن ان يكون ذلك مناسباً في مرحلة ما، لكن من السابق لاوانه التحدث في الوقت الراهن عن قرار جديد والمصادقة على خطة طرحت للتو". وقال ديبلوماسيون ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا فكرتا في الامر، لكنهما لم تضعا مسودة قرار جديد يرحب او يقر جدول اعمال أميركي - عراقي يؤدي الى تشكيل حكومة عراقية موقتة في حزيران يونيو عام 2004 وانتخاب حكومة دائمة بحلول نهاية عام 2005. واوضحوا ان ادارة الرئيس جورج بوش فضلت ارجاء استصدار اي قرار حتى آذار مارس المقبل، خوفاً من مساومات صعبة مع فرنسا والمانيا وروسيا. واختير الموعد في آذار لأنه الشهر الذي سيضع فيه مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولاياتالمتحدة "قانوناً اساسياً" او مسودة للحقوق قبل ان يختار في ايار مايو جمعية وطنية ستختار الحكومة العراقية الموقتة. من جهة أخرى، نقل عن هانز بليكس كبير المفتشين الدوليين السابق قوله انه يأمل بأن تتعلم واشنطن الدرس في التعاون المتعدد الاطراف. ونقلت صحيفة "دي مورغين" البلجيكية عن بليكس قوله ايضاً ان ليس في وسع الولاياتالمتحدة الآن ان تختار الانسحاب من العراق بعدما أسقطت نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وزاد وزير خارجية السويد السابق الذي رأس طوال 16 عاماً الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "الولاياتالمتحدة على الارض وليس في وسعها الانسحاب الان. لكن ليس لديها الخبرة الكافية لاعادة بناء البلاد. ستحتاج اميركا الى الاممالمتحدة كثيراً. آمل بأن يتعلم الاميركيون الدرس ويعترفوا بالحاجة الى التعاون. لا أراهم يفعلون الشيء ذاته في ايران او كوريا الشمالية". ويرأس بليكس لجنة جديدة لمكافحة اسلحة الدمار الشامل تمولها السويد وتدعمها مراكز دراسات دولية.