سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أبو زيد يقدر عديد المقاومة ب5 آلاف ورامسفيلد يعتبر "العراق خطيراً وسيبقى ...". بوش يؤكد موافقته على الإسراع بنقل السلطة وفرنسا تمهد "لمساعدة الأصدقاء الاميركيين"
التحول الكبير في استراتيجية الولاياتالمتحدة، وقرارها وضع خطة لتسريع نقل السلطة إلى العراقيين، أدى إلى إعلان فرنسا استعدادها لمد يدها إلى "الأصدقاء" الأميركيين لمساعدتهم في الخروج من المأزق العراقي، من خلال مشاركة الأممالمتحدة وتشكيل حكومة عراقية شرعية. وفي مؤشر إلى توجه جديد للإدارة الأميركية، أعلن الرئيس جورج بوش أنه طلب من الحاكم المدني للعراق بول بريمر وضع "استراتيجية" للإسراع في نقل السلطة إلى العراقيين، وتوقعت صحف أميركية انسحاباً جزئياً للقوات قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني نوفمبر 2004. لكن بريطانيا أعربت عن استعدادها زيادة عدد القوات لمواجهة الوضع في العراق، الذي اعتبره وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد بلداً "خطيراً وعنيفاً... وسيبقى كذلك فترة طويلة". وفيما بدأت القوات الأميركية خطة جديدة تعتمد على الهجوم، بدلاً من رد الفعل على عمليات المقاومة، أعلن قائد القيادة الوسطى لهذه القوات الجنرال جون أبي زيد أن عدد "الأعداء" لا يزيد على خمسة آلاف، مسلحين ومدربين جيداً، وان هدفهم كسر إرادة الولاياتالمتحدة. وزار وزير الدفاع الايطالي انطونيو مارتينو أمس قواته في الناصرية، فيما تستعد روما لدفن قتلاها ال18 الذين قضوا في عملية انتحارية أول من أمس. وقال بوش أمس إنه طلب من بريمر "وضع استراتيجية" لتسريع نقل السلطة إلى العراقيين. وأوضح للصحافيين غداة محادثاته مع بريمر في البيت الأبيض: "نريد أن يشارك العراقيون أكثر في إدارة بلادهم". وزاد: "ان السفير بريمر عاد إلى العراق حاملاً تعليماتي للبحث في استراتيجية مع مجلس الحكم الانتقالي، وسيطلعنا على نتائج ذلك بعد مشاوراته مع الذين نرغب في رؤيتهم يتولون مزيداً من المسؤوليات" في العراق. لكن عدداً من البرلمانيين الأميركيين كانوا أكثر صراحة في تقويمهم للوضع، فرداً على سؤال لمحطة "فوكس" التلفزيونية، اعتبر السناتور الديموقراطي بيل نيلسون فلوريدا ان "على بريمر أن يكون قاسياً جداً لحمل مجلس الحكم العراقي على التحرك". حكومة عراقية بصلاحيات وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن البيت الأبيض يهدف إلى تشكيل حكومة عراقية تتمتع بصلاحيات واسعة بحلول منتصف الصيف المقبل ليستطيع، إذا أمكن، وضع حد لإشراف التحالف العسكري قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني 2004. ورفض الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أن يؤكد رسمياً عدول بوش عن معارضته تسليم السلطة إلى حكومة موقتة قبل وضع دستور جديد. وكتبت صحيفة "وول ستريت جورنال" ان "آخر هجوم على القوة الايطالية يضع النزاع أمام مفترق"، معتبرة أن التعليمات التي أعطاها بوش لبريمر "قد تغيّر الآن وجه المحتل في العراق". وفي معرض تعليقها على الرغبة التي باتت تشعر بها الإدارة الأميركية ب"تسليم الحد الأقصى من المسؤوليات السياسية في أسرع وقت ممكن" للعراقيين، اعتبرت "واشنطن بوست" أن "القرار يمثل تحولاً رئيسياً في الاستراتيجية السياسية الأميركية". دو فيلبان وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ان تزايد عدد القتلى في العراق يؤكد انه من غير الممكن التريث اكثر وان التغيير في المقاربة وحده كفيل بالسماح للاسرة الدولية بالتعاون مع العراقيين انفسهم. وقال خلال ندوة نظمها نادي الصحافة الفرنسي الاميركي ان هذا الفهم بدأ يسود في الولاياتالمتحدة، وينبغي تكثيف المشاورات مع "الاصدقاء الاميركيين" ومع الرئيس جورج بوش الذي سيزور لندن في الايام المقبلة ووزير الخارجية كولن باول الذي سيزور بروكسيل الاسبوع المقبل. واضاف ان فرنسا سبق ان قدمت اقتراحات حول العراق وهي مستمرة في طرحها، وان هناك اليوم "مصلحة مشتركة لدى الجميع، لأن امن العراق وامن الشرق الاوسط على المحك، بعد اتساع نطاق العنف عبر التفجيرات التي وقعت في السعودية". واشار الى ان ما تراه فرنسا حالياً في العراق هو استنفاد المقاربة الامنية امكاناتها، وتعتبر انه ينبغي السعي الى حل سياسي. وذكر ان الشرط الاول لنجاح هذا المسعى هو ان يكون جماعياً، وينبثق عن وحدة الاسرة الدولية. وزاد ان العمل المشترك مع الاميركيين والاوروبيين والاسرة الدولية، وحده يسمح بالتقدم ولذا فإن "فرنسا تقول للولايات المتحدة ان الوقت حان لنتقدم معاً، وتمد يدها الى الاميركيين لتسوية الازمة". فرنسا والمانيا وروسيا وعما اذا كان هناك مشروع قرار دولي جديد تدرسه حالياً فرنسا والمانيا وروسيا، قال دو فيلبان ان انطباع باريس هو ان "وضع قرار جديد سيكون ضرورياً عندما يحين الوقت، اي بعد انشاء مجلس تأسيسي استشاري وحكومة موقتة". وعبّر عن قناعته بضرورة "استبدال نظام الاحتلال بنظام سيد على رغم ان هذا ينبغي ان يتم بالتدريج، فمن الممكن اليوم المطالبة برحيل القوات الاميركية التي يعدّ وجودها ضرورياً للحفاظ على الامن، بالتنسيق مع حكومة عراقية موقتة وشرعية". الى ذلك، شنت القوات الاميركية غارات على اهداف للمقاومة مساء امس بعد سلسلة هجمات ليلية على مراكز الادارة التي تتولاها الولاياتالمتحدة مستخدمة طائرات من طراز "هيركيوليز" معدّلة لتدمير مستودع مهجور يعتقد بأن المقاتلين كانوا يستخدمونه. وقتل عراقيان في هجوم بطائرة هيليكوبتر على شاحنة صغيرة استُخدمت في شن هجمات بقذائف الهاون على الجيش الاميركي.