عقد مسؤولون في الإدارة الأميركية الليلة قبل الماضية سلسلة لقاءات مع الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر، الذي وصل إلى واشنطن فجأة أول من أمس، وتطرقوا الى عدم رضى الإدارة عن وتيرة التقدم في العراق، مع ازدياد القناعة بضرورة تراجع بريمر عن خطته المنهجية بالتحرك تدريجاً لانتخاب حكومة عراقية خلال السنتين المقبلتين. ومن بين الحلول المقترحة وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، تسريع نقل السلطة بعد تعيين رئيس عراقي انتقالي أشبه بحميد كارزاي في أفغانستان، وتبني دستور موقت واجراء انتخابات خلال الأربعة او الستة أشهر المقبلة لتقديم مجموعة جديدة من المسؤولين العراقيين وصوغ دستور وتشكيل سلطة تنفيذية تتولى الامور على غرار ما حصل في افغانستان. ويبحث المسؤولون الاميركيون في اعادة تشكيل بعض الوحدات من الجيش العراقي القديم للتعجيل ببناء قوات امن محلية. وأفادت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن نائب الرئيس ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس، ووزير الخارجية كولن باول بحثوا مع بريمر الوضع في العراق وطالبوه بالإسراع في نقل السيادة إلى العراقيين. ووفقا لوسائل الاعلام الأميركية كان من المقرر أن يلتقي الرئيس جورج بوش، الذي كان غائباً الثلثاء عن واشنطن في آرلنغتون لمشاركته في الاحتفال السنوي لتكريم قدامى المقاتلين، بريمر أمس لبحث الحلول التي تسرع انتقال السلطة في العراق، حيث الاوضاع مستمرة في التدهور. ونفى مسؤول اميركي احتمال ان تتخلى الولاياتالمتحدة عن مجلس الحكم العراقي الذي أنشأته، الا انها قد تعدل هيكليته السياسية في مسعى للتعجيل بانتقال البلاد بعد الحرب الى الديموقراطية. وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه: "عندما يتعين اتخاذ قرارات يأتي بريمر. هناك حاجة الى اتخاذ بعض القرارات". ونفى توقعات بأن بريمر سيترك منصبه "فلا دليل على فقدان بوش الثقة به". وأكد ان هناك خلافاً متنامياً بين الحاكم في العراقوواشنطن بسبب مقاومة بريمر للتعجيل بنقل السلطة الى العراقيين. وأكد مسؤول آخر "انها مناقشة جادة"، ورفض اعطاء تفاصيل عن القرارات التي اتخذت، واكتفى بالقول ان بريمر "يعمل مع مجلس الحكم" العراقي. معرباً عن قلقه من اداء المجلس بقوله: "لدينا موعد نهائي هو 15 كانون الاول ديسمبر ليحدد المجلس اطاراً زمنياً لوضع دستور واجراء انتخابات". وجاء في تقارير صحافية ان الادارة الاميركية التي تشعر بخيبة امل من التناحر الداخلي بين اعضاء مجلس الحكم العراقي وعجزه عن اتخاذ قرارات قد تتخلى عنه وتشكل هيكلاً جديداً، مثل حكومة انتقالية لتتولى تسيير الامور قبل عقد الانتخابات. لكن مسؤولاً اميركيا قال: "التخلي عن مجلس الحكم العراقي ليس محتملاً". ويأمل بريمر بأن يعود الى بغداد خلال الاسبوع الجاري وفي يده خطة تسمح بأن يناقش مع مجلس الحكم مسألة الحكومة العراقية وفق ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الادارة الاميركية. وكان مجلس الامن دعا مجلس الحكم الشهر الماضي عندما أضفى الشرعية على الاحتلال الاميركي، الى ان يقدم قبل 15 كانون الاول برنامجاً زمنياً لصوغ الدستور واجراء انتخابات. ويؤكد اعضاء المجلس الانتقالي قدرتهم على احترام الاستحقاقات التي حددتها الاممالمتحدة.