تُقلب صفحات ألبوم الأقراص المعروضة للبيع في احد محلات ألعاب الفيديو المنتشرة بكثافة في الأحياء والمراكز التجارية في مدينة جدة. تسأل البائع عن اشرطة كرة القدم. فيوضح لك انها في القسم الخاص بالألعاب الرياضية من الألبوم. تبدو الأسماء مألوفة لمن يهوى ألعاب كرة القدم الإلكترونية لجهاز "البلاي ستايشن -2". تجد "فيفا 2004" وWinning Eleven وغيرها. ثم يستوقفك غلاف لعبة بدا متميزاً عن غيره، فالحروف التي تزينه ليست بالإنكليزية إنما بالعربية. تدقق النظر ليتضح ان الأمر حقيقي! هذه اللعبة تدعى "كأس دوري خادم الحرمين الشريفين". وكما يوضح الغلاف فإن التعليق على مجريات المباريات هو بأصوات اشهر المعلقين العرب. ويوضح علي الدوابشة مدير محلات "رهيب لألعاب الكومبيوتر"، إن هذه الألعاب "معرّبة" وليست انتاجاً عربياً. والمعنى انها ألعاب انتجت في الخارج مثل Winning Eleven وأعيدت برمجتها لتناسب الذوق العربي. ويقول انها تلاقي شعبية كبيرة بين اوساط محبي العاب الفيديو وهي من الشرائط الأكثر مبيعاً على الإطلاق. ويضيف ان "مستوى اعادة البرمجة وصل الى مراحل متطورة جداً، حيث اضيف التعليق العربي وهتافات الجماهير، وحتى اللوحات الإعلانية التي تزين الملعب وصدور اللاعبين". إذاً فهذه الألعاب ليست إصداراً أصلياً من "سوني بلاي ستايشن"، وإنما هي نتاج عمل هواة او محترفي برمجة. وتشير اغلفة هذه الشرائط الى عنوان إلكتروني هو www.alzaeem.com. وبالدخول الى هذا الموقع، نرى انه يعنى في شكل خاص بعشاق كرة القدم السعودية. وبحسب الموقع فإن المبرمج حاتم توتا هو الذي جعل انتاج هذا النوع من الأشرطة ممكناً. ويتضح من المنتديات التي يحويها الموقع ان توتا يلاقي شعبية واستحساناً لدى الشباب السعودي تقديراً لجهوده. وإن كان مجهوده او مجهود غيره ما زال فردياً، فذلك لا ينفي ان مثل هذه الجهود تعد مؤشراً واضحاً الى ان السوق العربي متعطش لألعاب فيديو تتحدث بلغته وتلائمه. ويأتي ذلك في ظل الإقبال الكبير على ألعاب الفيديو في شكل عام في المنطقة. فحتى آب اغسطس الماضي كانت شركة "سوني" باعت مليوني جهاز "بلاي ستايشن 2" في الشرق الأوسط وحده و30 مليون وحدة حول العالم. ويذكر ان "سوني" تجاوبت مع هذا الإقبال العربي بتخصيص منصة تسويقية لألعاب البلاي ستايشن في معرض "جيتكس" في دبي اخيراً واستعرضت فيه الألعاب الموجودة راهناً وتلك التي ستطلق قريباً كما جرى ترتيب مسابقات بين هواة اللعب، وذلك اسوة ببقية معارض الألعاب الإلكتونية التي تقام في الخارج. وأوضح ياسوهيد يوكوتا المدير التنفيذي لمنطقة الخليج في شركة سوني، انه يسعى الى "تطوير مفهوم "لاعب الكومبيوتر" في الشرق الأوسط ليصبح مثله مثل اللاعب الأميركي والأوروبي". وبالعودة الى فكرة التعطش لوجود العاب فيديو تلائمنا، فالأفضل هو تشجيع المواهب التي تحاول حالياً ان تبتكر او تنتج شيئاً جديداً وذلك حتى لا نضطر للاستمرار في "اغتيال صدام حسين" أو "قصف معسكرات حزب الله" كما هي الحال في بعض الألعاب مثل Conflict Desert Storm التي تصنع في الخارج وتجد طريقها إلينا. وكانت "دار الفكر السورية" انتجت العام الماضي اول لعبة فيديو عربية ثلاثية الأبعاد لجهاز الكومبيوتر الشخصي وأطلقت عليها اسم "تحت الرماد"، وفيها تتحكم بشخصية شاب مناضل فلسطيني عليه ان ينقذ من يمكن إنقاذه من مواطنيه وأن يواجه الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة. لكن اللعبة وعلى رغم السيناريو المحكم والواقعي لم تتمكن من منافسة نظيراتها الأميركية على صعيد المؤثرات وعناصر التشويق في اللعب.