انتقد اللورد ستاين أحد أبرز القضاة في بريطانياالولاياتالمتحدة، متهماً إياها بارتكاب "انتهاك فظيع للعدالة" باحتجازها المعتقلين في قاعدة غوانتانامو، ساخراً من عزم واشنطن على محاكمتهم عسكرياً. وقال القاضي في خطاب ألقاه في لندن مساء أول من أمس، أنه "يتحتم علي بصفتي رجل قانون معجباً بمُثل الديموقراطية والعدالة الأميركيتين، أن اعتبر الأمر مخالفة هائلة لاحترام القانون". وأضاف أن "السؤال المطروح هو هل تحترم نوعية القضاء الذي تفكر الولاياتالمتحدة فيه لمعتقلي غوانتانامو، الحد الأدنى من المعايير الدولية المطلوبة لإجراء محاكمات عادلة؟". وأجاب: "يمكن الرد على هذا السؤال بشكل سريع. إنه: لا، بصوتٍ عالٍ". ووصف اعتقالات غوانتانامو ب"تعجيل لثبيت حكم مسبق، من جانب محكمة غير اعتيادية، ما يحوّل العدالة إلى مهزلة". ورأى أن "من المناسب أن نطرح السؤال الآتي: هل يجدر بحكومتنا أن تعبّر بشكل صريح وعلني ولا لبس فيه عن إدانتنا لغياب الشرعية بشكل تام في غوانتانامو؟". وتصنف الولاياتالمتحدة المعتقلين في قاعدة غوانتانامو بأنهم "مقاتلين أعداء"، بهدف حرمانهم من حقوقهم كأسرى وفقاً لاتفاق جنيف. ويذكر أن الإدارة الأميركية تعتقل في غوانتانامو نحو 650 شخصاً من 42 دولة من بينهم تسعة بريطانيين. وكانت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أعلنت الاثنين الماضي، إطلاق 20 شخصاً من غوانتانامو. اتهام "واعظ غوانتانامو" ب"الزنا" ومن جهة أخرى، أطلقت السلطات الأميركية الواعظ الديني المسلم جيمس يي الذي اتهم بالاستيلاء على وثائق سرية خلال زياراته للمعتقلين في قاعدة غوانتانامو. وقال يوجين فيديل محامي يي إن السلطات "أطلقت موكله بعدما اعتقلته 76 يوماً من دون أي اتصال مع العالم الخارجي"، معرباً عن شكره للرئيس جورج بوش لتدخله في هذا الإطار. وكان الكابتن يي اتهم في 10 تشرين الأول أكتوبر الماضي بمخالفة قواعد التعامل مع المعلومات السرية، بعدما اشتبهت السلطات بأنه يتجسس لمصلحة تنظيم "القاعدة". وأوضح فيديل أن موكله متهم الآن ب"الزنا" وب"تحميل جهاز الكومبيوتر الذي يملكه بمواد إباحية"، وهي اتهامات تشكل جرائم في الجيش الأميركي. وسبق أن أعرب يي في رسالة وجهها إلى الرئيس بوش عن استيائه بسبب معاملته ك"مقاتل معاد"، ما يمنعه من الإفادة من حقوقه الدستورية، مؤكداً أنه يقبع في زنزانة ضيقة 23 ساعة في اليوم. وذكر في الرسالة التي نقلها محاميه أنه حرم من الظروف الملائمة لممارسة شعائر الإسلام بعدما رفضت السلطات السماح له باستخدام سجادة للصلاة وتقويم هجري. وأوضح فيديل أن يي سيتوجه الأربعاء المقبل إلى قاعدة فورت بينينغ العسكرية في ولاية جورجياجنوب، لاستئناف مهماته كواعظ في الجيش. "معاملة تفضيلية" للأستراليين في غضون ذلك، أعلن المدعي العام الأسترالي فيليب رودوك أن السلطات الأميركية منحت المعتقلين الأستراليين في غوانتانامو ديفيد هيكس وممدوح حبيب، حق التحدث مع محامييهما وأهليهما. وقال رودوك إن الإدارة الأميركية أعطت كانبيرا "التزامات مهمة" في ما يخص معتقليها في غوانتانامو. وأضاف أن السلطات ستسمح لوسائل الإعلام بحضور محاكمتهما العسكرية. كندي أطلق من غوانتانامو في الوقت نفسه، كشف عائلة عبد الرحمن خضر 20 عاماً الكندي المعتقل في غوانتانامو أنه أطلق الشهر الماضي. وقال محامي خضر إن موكله حاول الحصول على جواز وتذكرة سفر من القنصليات الكندية في تركيا وباكستان، الأمر الذي دفعه للعودة إلى أفغانستان.