لم يكن إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما العودة إلى المحاكمات في غوانتانامو أمراً مفاجئاً، فمنذ عامين تقريباً ينتظر مؤيدو الرئيس الأمريكي ومعارضوه قراراً بهذا الشأن. وقد أورد موقع “العربية نت” في تقرير له، أنه ورغم صفقته مع واشنطن، ومرور أكثر من عام ونيف عليها، سيبقى الكندي عمر خضر معتقلا في سجن غوانتانامو إلى أجل غير مسمى، وهو المعتقل الذي دخله وكان عمره 15 عاما ويبلغ حاليا 24 عاما، لأن الاتفاق بقي حبرا على ورق، وذلك بعدما اعترف خضر انه تسبب في مقتل جندي أمريكي في مدينة “خوست” بأفغانستان عام 2002 بعد أن رمى عليه قنبلة يدوية. في المقابل، حصل المعتقل الكندي على حكم مخفف يقضي ببقائه في الاعتقال في جوانتانامو عاما إضافيا، ومن ثم إمكانية نقله إلى كندا ليقضي بقية العقوبة التي تبلغ 8 سنوات. وكان الرئيس الأمريكي وقّع قراراً تنفيذياً بإغلاق معتقل غوانتانامو في كانون الثاني/يناير 2009، في ثاني يوم بعد دخوله البيت الأبيض، لكنه تراجع فيما بعد عن قراره بعد أشهر قليلة، بعد ضغوط شديدة عليه، وألقى خطاباً في متحف المحفوظات الوطنية تحدث فيه عن الإبقاء على الهيئات العسكرية، وفاجأ الكثيرين بهذا الإعلان. وكان اتخاذ أوباما القرار الرئاسي بالإبقاء على معسكر غوانتانامو مفتوحاً، يؤكد على أن بعض المعتقلين سيبقون هناك طويلا، ومنهم الكندي من أصول عربية عمر خضر، لأنهم يشكلون خطر على الأمن الأمريكي، وربما قد لا يخضعون للمحاكمة لعدم كفاية الأدلة ضدهم. وانقضى الآن عام كامل وما زال خضر في غوانتانامو، ولا يبدو انه سيفرج عنه في وقت قريب. وذكر مصدر حكومي أمريكي ل”العربية.نت”: “أن الحكومة مقيدة من قبل الكونجرس الذي حد – تشريعيا- من نقل معتقلي غوانتانامو إلى دول أخرى”، مضيفا: “أيدينا مكبلة لأننا لا نستطيع نقل المعتقلين سواء نفذوا محكوميتهم أم لا، فهم لا يزالون يمثلون تهديدا للأمن القومي الأمريكي ولأمن حلفائنا”. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي صادق على قانون باسم “تفويض الدفاع الوطني” يمنع من خلاله نقل المعتقلين مالم يُوقع وزير الدفاع شخصيا على طلب النقل، ويؤكد انه لا يعتبر أن المعتقل يشكل تهديدا امنيا، كما يمنع استخدام الأموال الأمريكية لنقل المعتقلين، ما يعني عدم قدرة واشنطن على إرسال أي طائرة لنقل عمر خضر، كما جاء في تقرير العربية نت. وكان أوباما قد اقترح من قبل نقل المعتقلين إلى الأراضي الأمريكية، وبدأ فعلا العمل على نقلهم إلى ولاية إيلينوي، لكن مجلس الشيوخ منع تمويل نقلهم إلى الأراضي الأمريكية، فواجه الرئيس الأمريكي معارضة شديدة من زعماء حزبه الديمقراطي بقدر ما واجه معارضة من قبل الجمهوريين، وبالتالي سقط مشروع نقل السجناء إلى الأراضي الأمريكية، كما استحال نقل بعضهم للمحاكمة أمام محكمة فدرالية في مانهاتن بنيويورك. وكشف تقرير “العربية نت” من جهة أخرى، الشكوى الذي تقدم بها محامو المعتقل السعودي في غوانتانامو عبد الرحيم الناشري، والذي ستوجه له رسميا عدة اتهامات بارتكاب جرائم حرب، من أن موكلهم قد لا يتمكن من مغادرة غوانتانامو حتى لو تم البت ببراءته. أمريكا | أوباما | إرهاب | الإرهاب | القاعدة | غوانتنامو