أبلغ الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات المعتقل في سجن اريحا رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع امس بأن الحوار بين الفصائل الفلسطينية لا يهدف الى تحقيق هدنة مرحلية بل انه مرتبط بأفق سياسي. وقال سعدات انه التقى مع قريع امس في اول زيارة لرئيس وزراء فلسطيني لسجن اريحا الذي يشرف عليه حراس دوليون: "يجب ان يكون الحوار الوطني مترابطاً ويشترط عدم فصل موضوع الهدنة ووقف اطلاق النار اذ يجب ان يكون هناك توافق بالبرنامج الوطني وبناء قيادة وطنية موحدة". وقال سعدات الذي يتزعم ثاني اكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية ان الهدنة لا تعكس واقعاً في ظل وجود "دولة محتلة وجيوش امام شعب محتل"، مشيراً الى مفهوم الهدنة التي تنشأ بين دولتين وجيشين. ووافقت الفصائل الفلسطينية على اجراء حوار وطني في القاهرة تلبية لدعوة مصرية من اجل التوصل الى هدنة متبادلة خلافاً لوقف نار اعلنت عنه الفصائل بشكل احادي لم يصمد اكثر من خمسة اسابيع بعدما انهار إثر تصعيد اسرائيل للعمليات العسكرية ضد المدنيين. وطلب سعدات من قريع وضع ملف الاعتقال السياسي ضمن اولويات قرارات السلطة الفلسطينية. ومضى يقول في مكالمة هاتفية ل "رويترز": "يجب انهاء هذا الملف لانه احد المواضيع الشائكة في العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية وتحديدا في سجن اريحا". واعتقلت السلطة الفلسطينية سعدات قبل عامين ووضعته في سجن بمقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعدما اتهمته اسرائيل بالتورط في عملية اغتيال المسؤول الاسرائيلي رحبعام زئيفي في آب أغسطس عام 2001 التي اعلنت عن مسؤوليتها "الجبهة الشعبية". وحاصرت اسرائيل مقر الرئيس الفلسطيني مطالبة بتسلم معتقلين متورطين في اغتيال زئيفي وعلى رأسهم سعدات، مما اضطر عرفات لابرام اتفاق تسوية اشرفت عليه بريطانيا والولايات المتحدة يقضي بوضع المطلوبين المزعومين في سجن اريحا تحت اشراف دولي. وتعكس زيارة قريع لسجن اريحا مدى اهمية انجاح الحوار الوطني بالنسبة الى الحكومة الفلسطينية بهدف وقف النار الذي يعتمد عليه مصير عملية السلام والتزامات السلطة بخطة "خريطة الطريق".