"هل لندن هي الهدف التالي؟" سؤال يتردد على ألسنة الكثيرين عقب تعرض القنصلية البريطانية في اسطنبول ومكاتب مصرف بريطاني لتفجيرات انتحارية. وتحدث رئيس شرطة لندن السير جون ستيفنس عبر إذاعة بي بي سي البريطانية أول من أمس ليؤكد للشعب أن ضباطه على اتصال بأجهزة الامن "لضمان أمن الشعب". وقال: "نقوم بعمل ضخم بالتعاون مع أجهزة الامن سراً وعلانية ونقوم بما هو ضروري". ورجال الامن مقتنعون بأن الهجمات على أهداف بريطانية في أكبر المدن التركية جاءت في وقت مدبر لتتواكب مع وجود الرئيس جورج بوش في بريطانيا. وكتبت صحيفة "تايمز" إشارة إلى "أسبوع عصيب" في لندن خلال زيارة بوش: "خدعوا الاحتياطات الامنية الضخمة في لندن بشن هجمات على بعد مئات الاميال ضد أهداف سهلة". وكان عنوان صحيفة "ديلي ميرور": "هجوم القاعدة على بريطانيا أقرب من ذي قبل". وكانت لندن هدفاً من قبل. فالجيش الجمهوري الايرلندي قام بعدة ضربات ضخمة بتفجير قنابل حتى منتصف التسعينات. ولكن هدف الجيش الجمهوري الايرلندي كان تسجيل ضربات دعائية وليس قتلاً جماعياً. فيما هدف "القاعدة" القتل من دون تمييز على نطاق واسع. وأشار المعلقون إلى "حظ بريطانيا المثير للعجب" في أعقاب هجمات 11 أيلول سبتمبر لان بريطانيا تساند الولاياتالمتحدة في كل عمل. وكتبت صحيفة "غارديان": "انتهت حصانتنا الغريبة. والآن نحن في المواجهة". ولا يخفي مسؤولو الامن خوفهم من وقوع هجوم في لندن المزدحمة، يستهدف بالتحديد شبكة مترو الانفاق التي تنقل ثلاثة ملايين راكب يومياً. كما ان هناك مناطق في العاصمة البريطانية لا تختلف عن شوارع اسطنبول الضيقة حيث يكون تأثير انفجارات القنابل في الشوارع المزدحمة المصفوفة بالمباني ذات الواجهات الزجاجية كبيراً. ويرى الكثير من البريطانيين الذين عارضوا بقوة الحرب في العراق وشككوا في غزو أفغانستان أن هجمات اسطنبول هي ثمن لسياسة خارجية فاشلة. وفي صحيفة "اندبندنت" كتب روبرت فيسك: "نحن ندفع ثمن المحاولة الصبيانية لاعادة تشكيل الشرق الاوسط". وأضاف "ان الاستراليين دفعوا ثمن تحالف جون هوارد مع بوش في تفجيرات بالي، ودفع الإيطاليون ثمن تحالف سيلفيو بيرلسكوني مع بوش في الناصرية. والآن جاء الدور علينا".